بول الأشقربدأت كرة الاعتراض على المجازر المستمرة على قطاع غزة تكبر تدريجياً. فقد أعربت دول أميركا اللاتينية عن استنكارها الشديد للهجمات العسكرية، وذلك بالتزامن مع تنظيم تظاهرات مندّدة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
ودانت مجموعة «مركوسور»، التي تتزعمها حالياً الباراغواي، القصف على غزة، كما دعت إلى استئناف المفاوضات بشأن تمديد الهدنة «بما يضمن فتح دائم ومضمون للمعابر، ووصول طبيعي لجميع حاجات السكان المدنيين الغذائية والصحية». وندّد الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، خوسي ميغيل إنسولزا، بالهجوم الإسرائيلي على غزة. وطالب بالعودة الفورية إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الهجوم، وبالتفاوض على تجديد الهدنة، مضيفاً إن «مقتل مئات من الأبرياء لا يمكن تبريره بأي طريقة من الطرق، ولو بحجة ردّ الفعل». وختم بالقول إن «كل مجزرة تقود إلى مجزرة أخرى وتغرق إمكان إدراك السلام الذي يطالب به العالم كما لم يفعل من قبل».
ومن جهتها، شجبت الحكومة الفنزويلية بشدة «الهجوم المجرم المستمر»، وطالبت بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، مصنفةً الولايات المتحدة بـ«الشريك الوحيد لهذه البربرية». وحثت الأمم المتحدة على «التحرك وتطبيق قراراتها المتراكمة بشأن القضية الفلسطينية».
كذلك صدر تصريح قوي عن الخارجية البوليفية رأى أن ما يحدث في غزة «خرق لا لبس فيه للقانون الدولي ولحقوق الإنسان». وفي نيكاراغوا، طالب الرئيس دانييل أورتيغا من دول العالم «التحرك بجميع الوسائل لوقف يد المعتدي». أما في البيرو، فصدر تصريح من وزير الخارجية ندد بالهجوم وطالب بـ «العودة إلى وقف إطلاق النار». أما الحزب الاشتراكي، فكان موقفه أقوى إذ دان إسرائيل لـ«خرقها كل معاهدات التعاطي مع السكان المدنيين خلال النزاعات المسلحة».
وفي السياق، صرح مستشار الرئيس البرازيلي للشؤون الدولية، ماركو أوريليو غارسيا، بأن «هذا الهجوم الوحشي على غزة سيسرع بإحراج (الرئيس الأميركي المنتخب باراك) أوباما»، والمطلوب «تغيير حلقة الوسطاء أو توسيعها»، معتبراً أن «إسرائيل لا تملك إلا سياسة قوة، أما الولايات المتحدة، فتمثّل طرفاً في الصراع، وأصبح من الواضح أنها عنصر معطل لكل مشاريع الحلول».
وعلى مستوى الشارع، بدأت تتكاثر الدعوات إلى التظاهر في عدد من دول أميركا اللاتينية. فقد اجتمع يوم السبت، مئات الفنزويليين، أكثريتهم من أبناء الجاليات العربية، أمام مقر سفارة إسرائيل في كاراكاس ونددوا بالإرهاب الإسرائيلي وبجرائمه قبل حرق علم إسرائيل.
أما في تشيلي، التي تضم أكبر جالية من أصل فلسطيني خارج العالم العربي، فانطلقت تظاهرة حاشدة في سانتياغو تقدمتها الأعلام الفلسطينية توجهت أيضاً نحو السفارة الإسرائيلية.
وجرت أيضا تظاهرة استنكار في بوينس آيرس، دعت إليها المنظمات الإسلامية الاثنين، انطلقت من ساحة أيار متوجهة إلى السفارة الإسرائيلية. ورفع المتظاهرون في الصفوف الأمامية أحذية في إشارة إلى التواطؤ الأميركي مع العدوان الإسرائيلي. والأمر نفسه حصل في ليما، حيث تجمع عدد من المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية.