فشلت دموع الأطفال وصرخاتهم والدم المستباح في قطاع غزة في توحيد المواقف الدولية. غالبية الدول اتفقت على ضرورة وقف إطلاق النار، إلّا أنها لم تقدم على أي تحرك ملموس من شأنه إيقاف العدوان حتى الآن.وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زعماء العالم لعدم قيامهم بجهد كاف لوقف «المستوى غير المقبول من العنف في غزة»، وحثّ على العمل من أجل «التوصل إلى حل سياسي طويل الأمد». وجدد دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار من الجانبين»، قائلاً «في الوقت الذي يُعترف فيه بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، يُعتبر استخدام إسرائيل للقوة مفرطاً».
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في باريس بشأن الوضع في غزة، لإيجاد مخرج للأزمة، فيما دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية خافيير سولانا إلى «وقف إطلاق نار فوري بين إسرائيل وحماس، وفتح المعابر بين مصر وغزة وإسرائيل، والاستئناف الفوري للمساعدات الإنسانية».
وفي الصين، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية كوين غانغ أن بلاده «تعرب عن قلقها البالغ إزاء الوضع السائد في غزة»، مضيفاً «نأمل أن تستمع الأطراف المعنية إلى الدعوات الدولية، وتوقف النزاع المسلّح من أجل تفادي وقوع ضحايا، والعمل على إيجاد وسائل سياسية لحل خلافاتهم».
كذلك هاجمت كوريا الشمالية القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل على غزة، ووصفته بأنه «بربري». إندونيسيا أيضاً جددت على لسان رئيسها سوسيلو بامبانغ يودهيونو «الدعم لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وسيادته»، داعية «مجلس الأمن الدولي إلى إرغام إسرائيل على وقف هجماتها على غزة».
ودان الاتحاد الأفريقي، في بيان، «الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى «إرغام الدولة العبرية على إعلان وقف لإطلاق النار». وأضاف البيان أن «هذه الهجمات المكثفة وغير المتكافئة تمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي».
ونددت حركة «طالبان» بـ«المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بحق المسلمين الأبرياء». كما ذكر مسؤول في منظمة المؤتمر الإسلامي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «المنظمة دعت إلى اجتماع وزاري استثنائي في جدة، السبت، لمناقشة الوضع في غزة».
أما بولندا، فقد نددت من خلال بيان لوزارة خارجيتها، «بالهجمات الصاروخية لحركة حماس على إسرائيل، وبالتصعيد العسكري الإسرائيلي غير المبرر»، فيما ساندت تشيكيا، التي تتسلّم رئاسة الاتحاد الأوروبي من فرنسا في بداية العام الجديد، حقّ «إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
شعبيّاً، عمّت التظاهرات على مدى اليومين الماضيين مختلف العواصم الأوروبية والآسيوية، وكانت مقار السفارات الإسرائيلية والأميركية قبلة للمتظاهرين.
ففي لندن، تظاهر نحو أربعة آلاف شخص قرب السفارة الإسرائيلية الواقعة في حي كينسينغتون، وأدى ذلك إلى صدامات مع الشرطة بعد محاولة المتظاهرين الاقتراب من مبنى السفارة، جرى بعدها توقيف سبعة أشخاص.
وفي باريس، تجمّع نحو مئة شخص في حي الهال تنديداً بسياسة إسرائيل ورغبةً في توجيه رسالة تضامن إلى الشعب الفلسطيني، وهتف المتظاهرون «غزة، كلنا معك».
وفي مونبلييه، سار ما بين 500 و600 متظاهر في وسط المدينة، وهم يهتفون «إسرائيل مجرمة وساركوزي متواطئ» و«كلنا فلسطينيون». كما رفعوا لافتات كتب عليها «أوقفوا ذبح الفلسطينيين» و«أوقفوا إرهاب الدولة الصهيونية».
كذلك سارت تظاهرة مماثلة في السويد، وتوجّهت نحو السفارة الإسرائيلية، ورفع خلالها المشاركون لافتات منددة بالعدوان الإسرائيلي، هاتفين «إسرائيل مجرمة» و«أغلقوا السفارة» و«غزة، تضامن». وأحرق المتظاهرون علماً إسرائيلياً استبدلت فيه نجمة داوود بصليب معقوف.
أما في برلين، فتجمّع نحو 2000 متظاهر، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «يجب على إسرائيل إنهاء حصار غزة».
وفي النروج، تظاهر المئات أمام السفارة الإسرائيلية في أوسلو، واشتبكوا مع عناصر الشرطة. وفي أثينا، شارك نحو 300 شخص، بينهم العديد من الفلسطينيين، في تظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية، وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأميركي.
وفي طوكيو، تظاهر نحو 200 شخص، حاملين الشموع، أمام السفارة الإسرائيلية، فيما تجمّع المئات خارج مقر السفارة الأميركية في جاكرتا. وسارت في إسلام آباد تظاهرة مناهضة لإسرائيل، أحرق خلالها العلم الإسرائيلي.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)