أشكال التضامن مع أهل غزّة تتعدّد بحسب الاختصاصات والمهن. فقد قرّر عدد من فنّاني وإعلاميّي العالم العربي وبعض الدول الإقليمية، التعاطف على طريقتهم، فألغوا حفلات رأس السنة وأعلنوا الحدادبما أن العدوان الإسرائيلي على غزّة يطال كلّ شيء، فقد نال الفنانون الفلسطينيون حصتهم من الحرب، باستشهاد التشكيلي حسن إسماعيل أبو شنب، والفنان صهيب عبد العال، العضوين في «اللجنة التنفيذية للقدس عاصمة الثقافة العربية»، وذلك بعد قصف مبنى وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة.
ووصلت شظايا العدوان إلى معظم الوسط الفنّي والإعلامي في العالم العربي، إذ ستستقبل معظم العواصم العربيّة عام 2009، من دون أيّ مظاهر احتفاليّة، بعدما ألغيت حفلات ليلة رأس السنة تضامناً مع فلسطينيي غزة.
ففي مصر، توقّف تسجيل أوبريت غنائي لرامي صبري وعاصي الحلاني ونوال الزغبي. كذلك أجّلت دار الأوبرا المصريّة، الحفلة السنويّة التي كان سيحييها محمد منير للمرّة الأولى منذ عشرة أعوام. وقال منير إنّ «تأجيل الحفلة رسالة موجّهة إلى العالم من أجل دفعه للتحرك لإنقاذ غزة»، علماً بأنه كان من المتوقّع أن يحضر هذه الحفلة، أكثر من خمسين ألف شخص.
وألغت الشركة الكويتية التي تملك منتجع «بورت غالب» (على شاطئ البحر الأحمر)، حفلات رأس السنة.
وفي الأردن، ألغت العديد من الفنادق والمطاعم والنوادي الليلية، حفلاتها، في خطوة تضامنيّة مع الغزاويّين أيضاً. من جهته، بادر العراقي كاظم الساهر، إلى إلغاء حفلته التي كانت مقررة في البحرين، وهو ما فعله أيضاً صابر الرباعي الذي كان سيحيي حفلته في تونس العاصمة. وعلى الصعيد الإعلامي، ألغت فضائية «أن تي في» التركية، الاحتفالات الرسمية لمناسبة رأس السنة، «احتراماً للفلسطينيّين الذين استشهدوا في الغارات الإسرائيلية في غزة». وكانت المحطّة تنوي نقل الاحتفالات العملاقة التي ستنظَّم في ساحة «تقسيم» وسط إسطنبول.
ولم يتأخّر التلفزيون الأردني الحكومي في إلغاء نقل كل المظاهر الاحتفالية لمناسبة استقبال العام الجديد، حتّى إنّ إذاعتين أردنيتين محلّيتين، أعلنتا استعدادهما لبثّ الإعلانات الخاصة لجمع التبرعات لسكان غزة مجاناً، وتخصيص فقرات للإعلان عن مواقع جمع التبرعات العينية والنقدية.
أمّا قناة «المنار» اللبنانيّة، فقد أعلنت «تضامنها مع زميلتها «قناة الأقصى» التابعة لـ«حماس»، وهي التي استهدفها الاحتلال ودمّر مبناها. ودعت الاتحادات المهنية الإعلامية والقنوات الفضائية العربية، إلى التضامن مع «قناة الأقصى»، وتقديم كل أشكال الدعم لها.
(أ ف ب، يو بي آي)