لليوم الثالث على التوالي، تواصلت التحركات الشعبية في المدن العربية، احتجاجاً على جرائم إسرائيل في غزة. لعل أهمها ما شهدته السعودية على نحو غير مسبوقفرّقت قوات الأمن السعوديّة، أول من أمس، تظاهرة في مدينة القطيف (شرق)، خرجت للتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وسط أنباء عن إطلاق الشرطة للنار تجاه المتظاهرين وسقوط جرحى واعتقال البعض، حسبما ذكر موقع «راصد» الإخباري.
وكشف «راصد» أن تظاهرة مماثلة سارت قبل أسبوعين، وأن «حملة استدعاءات أمنية طالت عشرات الشبان»، مشيراً إلى «اعتقال آخرين شاركوا في تظاهرة» الاثنين. وأكد الموقع نفسه أن «مصدراً في المباحث العامة في القطيف أعلن ملاحقة أكثر من 17 شخصاً شاركوا في التظاهرة وتهديد السلطات بمهاجمة منازلهم إن لم يستجيبوا للاستدعاء طوعاً».
وأضاف الموقع أن السلطة تفرض «تعتيماً على هوية المعتقلين الفعليين وأعدادهم»، فيما ذكر «المفرج عنهم أنهم تعرضوا لمعاملة قاسية على يد عناصر المباحث».
في غضون ذلك، أعلنت السلطات السعودية أنها ستمنع أي محاولة للتظاهر على أراضيها، تنديداً بالعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وكان أكثر من 25 إصلاحياً سعودياً يعملون باسم «دعاة العدل والشورى وحقوق الإنسان» قد رفعوا كتاباً إلى وزير الداخلية الأمير نايف، طالبين السماح لهم بعقد اعتصام سلمي محدود غداً الخميس في الرياض. وذكروا في خطابهم: «ليس من الطبيعي أن يبقى مهد الإسلام والعروبة وبلاد الحرمين من دون تعبير عن احتجاج سلمي جماعي، وقد عبّرت شعوب العالم عن احتجاجها عبر الوسائل السلمية».
وقال الإصلاحي خالد العمير، في بيان نشره موقع «آفاق» الإلكتروني: «في اللحظة التي تنتظر الأمة منا أن نبادر ونعلن يوم الاعتصام، وندعو الناس إليه بجميع أطيافهم من دون الإذن من أحد بقوة وشجاعة وعزم رجال، لأننا ببساطة نمارس حقنا الطبيعي في التعبير السلمي عن الرأي وإذا بالجبل يلد فأراً، موجهين خطاب الخضوع والذلة لمن أصبحنا زبائن دائمين لسجونه يستأذنونه في حقنا في التعبير، أي ذل أكثر من هذا؟».
وفي مدينة جدة السعودية أيضاً، استنكرت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي «المجازر الوحشية وجرائم الحرب التي مارستها وتمارسها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل»، واصفةً ما تقوم به إسرائيل بأنه عمليات إبادة وتطهير عرقي شاملة ومنظمة.
وفي مدينة عدن اليمنية، تمكنت السلطات من إخلاء مبنى القنصلية المصرية، بعدما اقتحمها متظاهرون غاضبون احتجاجاً على ما تتعرّض له غزة. وأعرب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري حسني مبارك، عن أسفه لتعرّض القنصلية المصرية لـ«اعتداء الغوغائيين»، فيما ذكر أحد الشهود العيان أن المحتجين أحرقوا العلم المصري ورفعوا علم فلسطين أعلى المبنى القنصلية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن صالح ومبارك بحثا تطورات «العدوان» و«المجازر الوحشية»، التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وأن الأول «عبّر عن أسفه لما تعرّضت له القنصلية المصرية بعد اعتداء نفّذه بعض العناصر الغوغائية التي ستُحاكَم أمام القضاء».
وفي السياق، قالت وكالة «سبأ» إنه قُبض على 20 عربياً بينهم سودانيون وعراقيون وفلسطينيون.
وفي حلب، ندّد مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وذلك خلال مشاركته في تظاهرة ضمت الآلاف الاثنين.
وفي عمّان، تبرعت الملكة رانيا، عقيلة الملك الأردني عبد الله الثاني، إضافة إلى عدد من أعضاء البرلمان الأردني، بالدم لضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.
كذلك انطلقت مسيرة تضامنية باتجاه رئاسة الوزراء الأردنية في عمان.
وفي بغداد، خرج آلاف من أنصار الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر، حاملين الأعلام الفلسطينية والعراقية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إن «مجلس الوزراء قرر إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة جواً لمتضرري العدوان الإسرائيلي على غزة».
ووصف صحافيون تجمّعوا في دار الصحافة في العاصمة الجزائرية ما يحدث في غزة بأنه «مجزرة» أكبر من «الهولوكوست» النازية.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)