انضم الشارع الإيراني، بيهوده، إلى نظرائه في العالم، من أجل التنديد بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وصبّ جام غضبه على السفارات الغربية والعربية
طهران ــ محمد شمص
شهدت إيران تظاهرات غاضبة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ومواقف بعض الدول العربية منه، ولا سيما مصر والأردن، فيما ندّد النظام الإيراني بالمحرقة الإسرائيلية في القطاع، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل.
وأمهل آلاف المتظاهرين القائم بالأعمال المصري والسفير الأردني لدی طهران 48 ساعة لمغادرة إيران، متهمين مسؤولي النظامين «بالخيانة والمشارکة في جرائم إسرائيل في القطاع». وطالبوا الخارجية الإيرانية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني لدى القاهرة. وانتشرت الاعتصامات والتظاهرات الغاضبة أمام أکثر من 52 سفارة، عربية وغربية، شارکت في مؤتمر حوار الأديان الذي دعت إليه السعودية وعُقد في نيويورك الشهر الماضي. کذلك هاجم بعض المتظاهرين مبنى القنصلية المصرية، إلا أن قوات الأمن حالت دون دخولهم. وأعلن مئات الإيرانيين الاستشهاديين اعتصاماً مفتوحاً أمام مطار مهر آباد الدولي في طهران، مطالبين الحکومة بالسماح لهم الذهاب إلى غزة والقتال إلی جانب الفلسطینيين. وتجمهر اليهود الإيرانيون في الشارع، وأعربوا عن غضبهم وتنديدهم بجرائم جنود الاحتلال في فلسطين. وقال النائب اليهودي في مجلس الشوری، سيامك مرة صدق، إن «اليهود في إيران وکل الموحدين في العالم يتضامنون مع أهالي غزة ويُدينون بشدة جرائم إسرائيل».
على المستوى الرسمي، وجه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، نداءً عاجلاً إلی «أحرار العالم» لتقديم کل أنواع الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني. ووصف ما يحصل في غزة بأنه «محرقة حقيقية، وأن محکمة قادة إسرائيل أصبحت قريبة. سيحاکمون على مرآی العالم، لكونهم مجرمي حرب». کذلك طالب الحکومة المصرية بفتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بتحمل مسؤولياتهما.
بدوره، أكد وزير الخارجية، منوشهر متکي، أن «الأحلام الإسرائيلية من خلال العدوان لن تتحقق». ودعا، في لقائه السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب لدى طهران، إلی اتخاذ مواقف تحول دون استمرار العدوان.
أما وزير الدفاع، اللواء مصطفى محمد نجار، فدعا الدول الإسلامية وجيوشها إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل، وقال: «اذا اتحدت الدول الإسلامية، فهي قادرة علی تحرير فلسطين، ولن تجرؤ القوات الإسرائيلية علی إطلاق رصاصة واحدة»، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية العدوان والجرائم التي ترتكبها الدولة العبرية. وبعث مستشار الرئيس الإيراني، رحيم مشائي، برسالة شكوی رسمية إلى مختلف المنظمات الدولية، وطالبهم فيها بإعلان موقف واضح وشفاف من تل أبيب ومحاکمة قادتهم بسبب جرائم غزة وفرض عقوبات عليها.
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة، کامران باقري لنكراني، أن عدداً من الجرحی الفلسطينيين وصلوا إلی إيران للعلاج في مستشفيات طهران، فيما أشار رئيس مؤسسة الإمداد والهلال الأحمر، أحمد أسفندياري، إلى أن السلطات المصرية منعت عدداً من الجرحی الفلسطينيين من السفر إلى إيران للعلاج.