أعلن صندوق النقد الدولي أنّ الدول المتطورة ستشهد انكماشاً بنسبة 0.3 في المئة في عام 2009، وذلك للمرّة الأولى منذ 1945، مؤكداً أنّ النمو العالمي لن يتجاوز 2.2 في المئة. وخفض الصندوق بحدّة توقّعات النموّ بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي، وقال إنّ الناتج المحلّي الإجمالي في الولايات المتّحدة سيتقّلص بنسبة 0.7 في المئة. ويعتبر هذا التوقّع سلبياً للغاية. إذ إنّ الصندوق كان قد توقّع منذ شهر فقط أنّ الاقتصاد سينمو بنسبة 0.1 في المئة خلال العام المقبل، إلّا أنّ موجة الانكماش في العالم الصناعي تدفع نحو تبنّي توقّعات أكثر سوداويّة.وقال الصندوق، الذي يرأسه الفرنسي دومينيك شتراوس ـــــ كات، إنّ «الأسواق دخلت في مرحلة تقلّص قيمة الأصول وانخفاض الأسعار واستنكاف المستثمرين» عن توظيف الأموال والمخاطرة. وأضاف: «إلى جانب تأثيرات الأزمة الماليّة، فإنّ فقدان الثقة يعوق النشاط الاقتصادي بتزايد. فالشركات والعائلات تتوقّع مرحلة مطوّلة من الآفاق السيّئة للأعمال والأرباح والتوظيف».
وبالنسبة إلى منطقة اليورو التي تضمّ 15 بلداً، خفض الصندوق أيضاً توقّعاته للعام المقبل، مشيراً إلى أنّ اقتصاد المنطقة سيشهد تقلّصاً بنسبة 0.5 في المئة. والخفض سرى أيضاً بالنسبة إلى البلدان الآسيويّة، «وتحديداً الصين»، وقال الصندوق إنّ نسبة نموّ اقتصاداتها ستكون 7.1 في المئة، أي أقلّ بـ0.6 نقطة مئويّة، مقارنة بالتوقّعات السابقة.
وفي السياق، قام المصرف المركزي البريطاني، أمس، بخفض سعر الفائدة الأساسي 1.5 نقطة مئويّة إلى 3 في المئة، وهي الأدنى منذ عام 1955، وتعكس خطورة مرحلة الركود التي يعيشها هذا الاقتصاد. كما خفض المصرف المركزي الأوروبي فائدته الأساسيّة بـ0.5 نقطة مئويّة لتصبح 3.25 في المئة.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)