حتى قبل تسلّمه منصبه، يظهر أن باراك أوباما قرّر الالتزام بتعهّده في إبقاء الأولوية لمصالح إسرائيل، فها هو يطلب تعيين «صديق الطفولة» رام عمانوئيل، الإسرائيلي الجنسية والانتماء، رئيساً لهيئة موظفي البيت الأبيض.وبذلك يكون عمانوئيل، وهو العضو الديموقراطي البارز في مجلس النواب الأميركي عن ولاية إلينوي، أوّل من يتولى وظيفة رسمية في إدارة الرئيس المنتخب بعدما أعلن أمس قبوله عرض أوباما.
والمركز المذكور حسّاس جداً بالنسبة لسيد البيت الأبيض، لأن شاغله يُعَدّ أميناً لأسرار الرئيس وهو ما يجعل من حامله أقرب المقربين من أوباما «صديق عمانوئيل» منذ الطفولة.
ويحمل عمانوئيل (49 عاماً)، الجنسية الإسرائيلية، وسبق له أن عمل في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وظل مستشاره حتى عام 1998. وكان في ذلك العهد، واحداً من مجموعة كبيرة من الأميركيين اليهود الذين كان يعجّ بهم البيت الأبيض، إلى حد أن صحيفة «معاريف» الإسرائيلية كتبت في تقرير بعنوان «اليهود في بلاط كلينتون» في ذلك الوقت، أن الحديث في أروقة البيت الأبيض كان يجري باللغة العبرية.
وعمانوئيل المولود في شيكاغو عام 1959، هو ابن إسرائيلي مهاجر يدعى بنيامين عمانوئيل، المقدسي الولادة والعضو الفاعل في ميليشيا «إيتسل» الإرهابية الصهيونية خلال الانتداب البريطاني. وتطوع رام عمانوئيل في العمل في قاعدة للجيش الإسرائيلي في حرب الخليج الأولى عام 1991، وصوّت لمصلحة الحرب على العراق عام 2003.
وانعكس نبأ التعيين المبكر لعمانوئيل الإسرائيلي إفراطاً في سعادة وسائل إعلام الدولة العبرية، التي عبرت عن ارتياحها لاختياره. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الرجل أدى عام 1997 خدمة عسكرية لفترة قصيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما أشارت إلى أنه خدم لمدة شهرين في وحدة لجيش الاحتلال كانت مهمتها إصلاح الآليات المصفحة قرب الحدود مع لبنان.
بدورها، وصفت «معاريف» عمانوئيل الابن بأنه «رجلنا في البيت الأبيض». وخصصت الصحيفة للمسؤول الأميركي تحقيقاً كبيراً يفصّل محطات من سيرته الإسرائيلية وكيف أن والده دأب على قضاء الإجازات الصيفية في تل أبيب مع عائلته وحرص على التحدث بالعبرية مع أبنائه، ومن بينهم رام الذي «يعرف العبرية، إلا أنه لا يتكلمها بطلاقة». وكشف بنيامين عمانوئيل، لـ«معاريف»، عن اقتناعه بأن تعيين ابنه «أمر جيد للدولة اليهودية لأنه سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيداً لإسرائيل».
وحالياً، يتولى قيادة الفريق الرسمي الانتقالي لأوباما، جون بوديستا وهو كان أول رئيس لهيئة موظفي البيت الأبيض في عهد كلينتون، إلى جانب رئيسة هيئة موظفي مكتب أوباما في مجلس الشيوخ بيت راوز، وفاليري جاريت الصديقة المقربة للرئيس المنتخب ولزوجته ميشال.
ويسمح القانون الأميركي للفائز بالانتخابات، بتقديم قائمة بأسماء من يريدهم للعمل معه في إدارته إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) للتدقيق في سجلاتهم والتحقق منهم، وهو ما سيسرّع في الإعلان عن طاقم إدارة أوباما.
(الأخبار)