بدا الرئيس الأميركي المنتخَب باراك أوباما مستعجلاً لدخول البيت الأبيض، أمس، إذ وصل قبل الموعد المحدّد لزيارته بإحدى عشرة دقيقة. وقد تكون عجلة أوباما مبرّرة أخذاً بالاعتبار أن ملايين الأميركيين يترقبون لحظة دخول أول رئيس أسود مقر الرئاسة. على أي حال، لن يطول الزمن قبل انتقال أوباما للإقامة الدائمة في البيت الأبيض عقب تسلم الرئاسة رسمياً ابتداءً من 20 كانون الثاني، لأربع سنوات مقبلة على الأقل.كل شيء نُظّم ليكون اللقاء بين الرئيس جورج بوش وخليفته المستقبلي، ودياً. حتى الجوّ كان ملائماً للتفسّح في الباحات الخارجية الواسعة للقصر الرئاسي؛ بوش وزوجته لورا استقبلا باراك وميشال أوباما في المدخل الخارجي للبيت الأبيض؛ استقبال الرجلين تخلّله تربيت الأكتاف، أما الزوجتان، فتبادلتا القبل. لورا بوش تكفّلت بتعريف خليفتها على تفاصيل الغرف التي سيمكث فيها أفراد آل أوباما. أما الرجلان، فاجتمعا في خلوة قصيرة في المكتب الذي سيصبح خاصاً بالرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.
من المؤكّد أن ما تخللته خلوة الرئيسين كان سياسياً بامتياز، بخلاف ما دار من حديث بين الثنائي لورا بوش وميشال أوباما.
كل التصريحات السابقة لزيارة أمس، أشارت إلى أن الهم الاقتصادي سيحجز لنفسه المساحة الأوسع. لكن المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية دانا بيرينو أكّدت خلال لقاء الرئيسين، في تبريرها لعدم تنظيم مؤتمر صحافي يوجز أجواء الزيارة، أن اللقاء «خاص جداً» قبل أن تذكر أن هذا الاجتماع المقتضب لن يكون الأخير بين الرجلين.
وتكفّلت بيرينو بإطلاع الاعلاميين على جدول الجولة التي نظّمتها لورا لضيفتها، والتي شملت تعريف ربة المنزل الجديدة «بغرف الأولاد والضيوف»، متوقّعة أن يتركّز حديث السيدتين «على الشعور بالعيش في أفخم مبنى رئاسي في العالم».
غير أنّ الجو الودي للغاية الذي تخلل الزيارة التاريخية، قد لا يعبّر عما ينتظر أوباما في الفترة المقبلة التي سيستكمل خلالها اختيار طاقم إدارته، كما أنه على الأرجح لن يكون سمة الأشهر الأولى لولاية الرئيس الأسود.
ومن الواضح أن الرئيس المنتخَب سيحاول تأخير موعده مع المتاعب قدر الإمكان، فقد أعلن مساعدوه أمس، أنه لن يحضر القمة المالية العالمية التي تستضيفها واشنطن في 14 و15 من الشهر الجاري. كذلك سيضطر أوباما إلى التعايش مع بعض أركان بوش في الاقتصاد والأمن والعسكر.
فمن جهة، لن يترك الجمهوري بن برنانكي إدارة البنك الفدرالي قبل عام على أقل تقدير. كذلك، فإن قيادة هيئة الأركان المشتركة ستبقى تحت أمرة مايكل مولن الذي تنتهي ولايته في أواخر عام 2009، بينما سيعتمد على مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر حتى انتهاء ولايته عام 2011 وذلك في «مواجهة الإرهاب». والمسؤولون الثلاثة عيّنهم بوش شخصياً أو وزراؤه على قاعدة التناغم الموجود بينهم في التعاطي مع الملفات الكبرى التي ضربت أميركا والعالم في ولايتي بوش الابن.
(أ ب، أ ف ب، الأخبار)