نيويورك ــ نزار عبودمن غير المتوقّع أن يناقش مؤتمر حوار الأديان، الذي ينطلق اليوم في نيويورك بدعوة من السعودية، صلب القضايا الخلافية بين الديانات المختلفة في الشرق الأوسط وخارجه، بقدر ما قد يتحوّل إلى محفل تطبيعي تجمع طاولته الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز والملك السعودي عبد الله وعدد من الرؤساء والمسؤولين العرب، في مقدّمهم الرئيس اللبناني، ميشال سليمان.
وحتى أمس ذكر أن 65 دولة تشارك في المناسبة من أصل 192 دولة عضواً في الأمم المتحدة، أي ثلث عدد الأعضاء. لكن عدد الملوك والرؤساء اقتصر على 9. وتشمل القائمة ملوك ورؤساء الدول في كل من السعودية وإسرائيل والفيليبين والكويت والبحرين والأردن وفنلندا وباكستان ولبنان. وعلى مستوى رؤساء الحكومات، تشارك بريطانيا وقطر والمغرب والإمارات وجيبوتي ومصر وإسبانيا، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالدور السعودي القوي لعقد المؤتمر. وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إن «المؤتمر يجيب على نداء مدريد حيث تمثلت كل الأديان المعروفة. ويهدف إلى محاربة التطرف والكراهية والحقد»، مضيفاً أن الملك السعودي عبد الله بذل «جهداً مضنياً في جلب هذه المبادرة إلى الجمعية العامة».
وعقد بان اجتماعاً مساء الاثنين مع الملك السعودي، الذي استغل وجوده في الولايات المتحدة ليجري اتصالاً بالرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما. وقال بان إن البحث تركز على الوضع في الشرق الأوسط والصومال ولبنان والعراق.
ولا يخفى الجانب التطبيعي عن المؤتمر، ولا سيما أن طاولة عشاء من المقرّر أن تجمع المشاركين، وفي مقدّمهم الملك عبد الله وبيريز والرئيس سليمان، بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، فيما قالت مصادر مطلعة إن الميزانية التي خصصتها السعودية للمؤتمر راعت نفقات الوفد الإسرائيلي من سفر وإقامة في أفخم الفنادق.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الملك السعودي سيجتمع مع وفد من الشخصيات العامة ورجال دين كبار، بينهم زعماء يهود. وكشفت عن أنه من بين اليهود الذين تلقّوا دعوات للقاء الملك السعودي، قياديي الكونغرس اليهودي العالمي، رونالد لاودر والحاخام الأرثوذكسي مارط شنيؤر.
ولفتت الصحيفة إلى أنها ليست المرة الأولى الذي يجري فيها لقاء بين الملك السعودي وشخصيات يهودية كبيرة. ففي مؤتمر مماثل عُقد في مدريد في تموز الماضي، تحدث عبد الله مع ممثلين يهود حضروا المؤتمر.
كما ذكرت «هآرتس» أن بيريز سيلقي خطاباً يعرب فيه عن تأييده لمبادرة السلام العربية ويدعو الدول العربية إلى التقدم نحو التطبيع مع إسرائيل.
ومن المقرّر أن يكون المؤتمر على شكل مناسبة خطابية في الجمعية العامة سينتهي ببيان يشدد على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات.