نيويورك ــ نزار عبود اتّسمت الجلسة الختامية لمؤتمر حوار الأديان، الذي نظّمته الأمم المتحدة بدعوة من السعودية، بكلمات المجاملة والغزل التي كالها ممثّلو الدول للملك عبد الله، فيما ركّز البيان الختامي على تعزيز لغة الحوار بين الديانات المختلفة وعلى نبذ ثقافة العنف والإرهاب.
وشدّد البيان على «الأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان». واستذكر «تعهّد جميع الدول بموجب الميثاق بنشر وتشجيع حق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، بما في ذلك حريات الدين والتعبير، من دون التمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين».
وشدد الاجتماع على أهمية «تشجيع الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام أديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم المتنوعة». وعبّرت الدول المشاركة عن «قلقها من تنامي حالات عدم التسامح والتمييز، وبث الكراهية، واضطهاد مجتمعات الأقليات الدينية، وكذلك الإساءة إلى الرموز الدينية، وسوء استغلال الأديان في ممارسات الإرهاب والعنف والإكراه، رافضين أيّ استخدام للدين لتبرير قتل الأبرياء الذي يتناقض بوضوح مع دعوة جميع الأديان للسلام والإخاء والمحبة». وجدد «الدعوة إلى نشر ثقافة التسامح والفهم المتبادل عبر الحوار، ودعم مبادرات القادة الدينيين والمجتمع المدني والدول الأعضاء لتعميق الحوار بين الأديان والثقافات».
وعبّرت الدول الأعضاء عن عزمها على «تقوية وتدعيم الأطر القائمة ضمن منظومة الأمم المتحدة لتشجيع حقوق الإنسان وحماية البيئة ونشر التعليم ومحاربة عدم التسامح ومكافحة الفقر والمخدرات والجريمة والإرهاب مستفيدين من المساهمة الإيجابية للأديان والمعتقدات والقيم الإنسانية والأخلاقية في هذه المجالات».
وكان الرئيس الأميركي، جورج بوش، قد ألقى كلمة مقتضبة جداً خلال المؤتمر، شكر فيها الملك السعودي، وتحدث عن تاريخ الولايات المتحدة «المشرّف» في تحرير المعتقلين من معتقلات النازية و«إنقاذ أهالي البوسنة وكوسوفو».
من جهة أخرى، أقرّت الجمعية العامة، أمس، مشروعي قرار تحت البند 45 من جدول الأعمال بعنوان ثقافة السلام. الأول يحمل اسم «تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام»، ويعتبر تكملة لما أقرّته الدورة الماضية بشأن تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان، واعتبار 2010 السنة الدولية للتقارب بين الحضارات. ويؤكد القرار أنّ التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يمثّلان «بعدين عامين من أبعاد الحوار بين الحضارات وثقافة السلام». وهو يشجع على تعزيز كل أوجه التحاور و«تعزيز الحوار بين وسائط الإعلام المنتمية إلى جميع الثقافات والحضارات».
أما مشروع القرار الثاني، فكان العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم، ويتعلّق بالحؤول دون تعليم الأطفال ثقافة العنف، ويدعو إلى اعتبار 12 أيلول من كل عام يوماً دولياً للسلام.