محمد بديركشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن السلطات الأمنية المختصة في إسرائيل تسمح لشركات التصنيع الحربي بعقد صفقات لبيع منتجاتها لدول تصنّف رسمياً في خانة العداء للكيان الصهيوني، كاليمن وليبيا، فضلاً عن العراق الذي أشارت إلى أنه شطب من خانة الدول المعادية لتل أبيب في أعقاب الاحتلال الأميركي.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أصدرت في الأعوام الأخيرة تراخيص لشركات إسرائيلية تعمل في تصنيع الأسلحة والاتجار بها للتفاوض مع اليمن وليبيا من أجل بيعهما «تجهيزات أمنية، علماً بأنهما يعدّان دولتين معاديتين لإسرائيل»، وتشترط استصدار رخصة أخرى لتصدير البضاعة في حال التوصل إلى صفقة. وسبق للوزارة أن سمحت ببيع ليببا سترات واقية من الرصاص، واليمن «وسائل لإطلاق النار».
وأوضحت «هآرتس» أنها ليست المرة الأولى التي تصدّق فيها السلطات الأمنية في إسرائيل على الاتجار بالسلاح مع صنعاء، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع سمحت قبل عشر سنوات لشركة الصناعات الجوية بالتفاوض مع اليمن لتحديث طائرات «ميغ» لديه، علماً بأن المفاوضات لم تفضِ إلى اتفاق في نهاية المطاف.
وعدا كلّ من مصر والأردن، اللتين وقّعتا اتفاقية سلام مع إسرائيل، فإن العديد من الدول العربية تعدّ من الناحية القانونية في إسرائيل دولاً معادية. وخلافاً للبنان وسوريا، اللذين تخضع علاقة إسرائيل من الناحية القانونية معهما لاتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، فإن العراق كان لا يزال يعتبر، حتى الاحتلال الأميركي له عام 2003، في حالة حرب مع إسرائيل. وفي أعقاب الاحتلال، طلبت وزارة الدفاع شطبه من لائحة الدول المصنّفة دولاً معادية لإسرائيل لكي يتاح للإسرائيليين إبرام صفقات أمنية وعسكرية مع القوات الأميركية فيه ومع جهات أخرى كالسلطة المحلية في إقليم كردستان.
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت في الماضي عن نشاطات أمنية تجارية تقوم بها شركات إسرائيلية في منطقة كردستان بموجب عقود موقّعة مع حكومة الإقليم. وأشارت «هآرتس»، أمس، إلى أن المدّعي العام الإسرائيلي، مناحيم مزوز، أمر بإغلاق ملف التحقيق مع شركة «كودو» (منظمة تطوير كردستان)، التي يرأسها الإسرائيلي الأميركي شلومي مايكلز، والمتهمة ببيع تجهيزات وخدمات أمنية من إنتاج إسرائيلي ضمن عقد التزمته لبناء منظومة حماية مطار يجري تشييده في مدينة أربيل.
ونقلت الصحيفة عن مجلة «مادراس جونز» الأميركية أن نشاط الشركة، التي شاركت أيضاً في تقديم استشارات أمنية لتدريب قوات كردية، توقّف في شمال العراق إثر تهديدات تتعلق باحتمال تعرضها لهجمات من قبل جهات موالية لإيران.