يبدو أن ليونة مفاجئة ظهرت في ملف مفاوضات إطلاق الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، مع تسرّب أنباء عن موافقة الدولة العبرية على 220 اسماً من أصل 350 قدمتها الحركة الإسلاميّة، ضمن صفقة من المفترض أن تشمل ألف وأربعمئة أسير.وذكرت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل نقلت إلى حركة «حماس»، عبر وسطاء، قائمة بأسماء 220 أسيراً وافقت على إطلاقهم من بين قائمة الـ350 اسماً التي تطالب «حماس» بإطلاق سراحهم. وأشارت إلى أن غالبيتهم من ذوي الأحكام العالية والعناصر القيادية. كما نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن «حماس» سوف تقدم ردّها على الاقتراح الإسرائيلي في وقت قريب، وربما خلال أيام.
وأقرّت «هآرتس» بأن «الفجوة بين مواقف الطرفين لا تزال كبيرة»، رغم أن دولة الاحتلال أضافت نحو 70 اسماً لمعتقلين فلسطينيين إلى قائمة المعتقلين البارزين الذين توافق على إطلاق سراحهم، مشيرة إلى أن «حماس تطالب بإطلاق سراح 1400 أسير. وتميل إسرائيل إلى الموافقة على هذا العدد، لكن الخلاف الأساسي يتركز على النوعية، وتحديداً على 450 أسيراً تتمحور حولهم المفاوضات». وتابعت أن «حماس» لم تقدم قائمة بجميع الأسرى النوعيين، بل قائمة تضم 350 أسيراً فقط. وفي المقابل، فإن اسرائيل، بحسب «هآرتس»، ترفع تدريجاً عدد الأسرى الذين توافق على إطلاق سراحهم.
ورأت الصحيفة أن الحملة الانتخابية أنتجت فرصة لتليين الموقف الإسرائيلي، انطلاقاً من أن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، الذي يفترض أن يتخذ القرار بشأن الصفقة، غير مشارك في الانتخابات، وخصوصاً أنه مشغول في هذه الأيام ببلورة «تراث أولمرت»، الذي على «أساسه سيُذكر في المستقبل وعلى أساسه يمكن أن يعود وينافس لاحقاً في السياسة».
وأضافت «هآرتس» أنه «حتى لو عاد أولمرت إلى السياسة، وحتى لو أغلقت كل ملفات التحقيق ضده، ستبقى قضيتان تظللانه: الحرب الفاشلة على لبنان، وخطف شاليط. ومن اللافت أن الوريثين المحتملين لأولمرت، رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، ورئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني، يطلقان مواقف عامة وتصريحات ضبابية، ويفضلان أن تحل هذه القضية على يد أولمرت».
غير أن لجان المقاومة الشعبية التي شاركت في أسر شاليط، أكدت أن «ملف شاليط لم يشهد أي تقدم بفعل التعنّت الصهيوني ورفض مطالب المقاومة العادلة»، معتبرةً أن «التسريبات الصحافية الصهيونية بشأن ملف شاليط تهدف إلى جس نبض فصائل المقاومة». وشدد على أن فصائل المقاومة التي تأسر شاليط، لم تغيّر مطالبها، وتتمثل في «الإفراج عن الأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم عبر الوسيط المصري».
إلى ذلك، من المقرر أن يشارك نوعام شاليط، والد الجندي الأسير جلعاد، اليوم، في تظاهرة تنظمها منظمات اجتماعية وحركات طالبية وشبابية إسرائيلية بمشاركة «الهيئة من أجل إعادة جلعاد شاليط»، مقابل مكتب رئيس الحكومة في القدس المحتلة. وسيطالب المتظاهرون أولمرت بالعمل على تحرير شاليط قبل أن يترك منصبه. ويتوقع منظّمو التظاهرة أن يشارك الآلاف من كل أنحاء إسرائيل.
(الأخبار)