رام الله ــ أحمد شاكرفكرة البعثة الأمنية العربية لإعادة بناء الأجهزة الفلسطينية لا تزال محل أخذ ورد، في سياق الإعداد للحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة. ورغم أن الورقة المصرية، بحسب ما تسرّب منها، تنص صراحة على «المساعدة العربية» لإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية وتأهيلها وتدريبها، إلا أن «حماس» ترفض الفكرة.
وكشفت مصادر فلسطينية مطّلعة لـ«الأخبار»، أمس، أن «حماس» ترغب في تولّي شخصية أمنية «محايدة» الإشراف على هذه المهمة، وطرحت اسم اللواء جبريل الرجوب، المسؤول الأمني السابق ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني حالياً، للقيام بالمهمّة.
وأشارت المصادر إلى أن «اختيار حماس لشخصية الرجوب ينبع من العداء القائم بينه وبين محمد دحلان»، الذي تعتبره الحركة «ألدّ أعدائها»، إضافة إلى «عدم رضى الرجوب عن العديد من الأجهزة الأمنية وقياداتها، وانتقاده المؤسسة الأمنية الحالية في الضفة الغربية».
وأوضحت المصادر أن «مصر أبلغت وفد فتح الموجود في القاهرة رغبة حماس في تولّي الرجوب مسؤولية الإشراف على إعادة هيكلة أجهزة الأمن في الضفة والقطاع، لكن فتح وافقت على غزة دون الضفة».
وأكدت المصادر أن خلافات حادة تشهدها العلاقات «الحمساوية» ـــــ المصرية على هذه القضية بالتحديد. وأضافت أن مصر ستمارس ضغطاً على وفد «حماس»، الذي سيصل إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، للقبول بفكرة إرسال بعثة أمنية عربية. وبحسب المصادر، فإن تيارات عديدة في «حماس» تضغط لعدم الموافقة على هذه البعثة، لأن ذلك سيؤدي إلى فصل المئات من عناصر الحركة الذين جرى تفريغهم عقب سيطرة «حماس» على قطاع غزة، وبالتالي حدوث أزمة داخل الحركة وظهور انشقاقات.
وأكدت المصادر أن القاهرة ستطلب أيضاً من الوفد توجيه رسالة فورية إلى قيادات الحركة الداخلية والخارجية لعدم التلويح بقضية انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، لأنها «تهدّد جهود إنجاح الحوار».
ومن المرتقب أن يطلب الرئيس الفلسطيني من نظيره السوري، بشار الأسد، خلال لقائهما في دمشق الأسبوع المقبل، الضغط على رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، للقبول بالصيغة العربية التي يجري الإعداد لها لإنهاء الانقسام والانفصال.
وأشارت المصادر إلى أن مصر تحاول جمع أكبر قدر من الوفاق العربي للضغط على «حماس» و«فتح» لإنهاء الانقسام. وأضافت أن السلطة معنية بدور سوريا في حل المشكلة لأنها «عنصر مؤثّر في صنع القرار في حماس». لكنّ مراقبين مطّلعين على مجريات الأمور استبعدوا أن تمارس دمشق ضغوطاً على «حماس» لمصلحة السلطة، مشيرين إلى أن دمشق أبلغت السلطة مسبقاً بأنها «لا يمكن أن تضغط على حماس دون أن يجري بالتوازي الضغط على فتح لتقريب وجهات النظر».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن محمود عباس رفض عرضاً إسرائيلياً، قبل نحو شهرين، للدخول إلى قطاع غزة واحتلاله وتسليمه لحركة «فتح». وأشارت مصادر مقرّبة من عباس إلى أن «هذا العرض ليس الأوّل، بل الثالث خلال العام ونصف العام الماضي، وأن الرئيس الفلسطيني رفض العروض ويرفض التفكير فيها».