دمشق ــ الأخبارتحوّل مخيّم اليرموك في العاصمة السورية إلى ساحة مواجهة أمس بين قوّات الأمن ومجموعة مسلحين، وصفتهم قناة «الدنيا» التلفزيونية الخاصة بأنهم «إرهابيون»، ما أعاد إلى الأذهان الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له دمشق الشهر الماضي.
وفيما لم يصدر أي موقف سوري رسمي عن الحادث، تطابقت المعلومات حول مقتل ثلاثة من المجموعة المسلحة، فيما أشارت مصادر إلى مقتل أحد رجال الأمن. وأكد شهود عيان، لـ«الأخبار»، أن الاشتباكات حدثت أثناء «دهم مبنى مقابل قهوة أبو حشيش في شارع لوبية المتفرع من مخيم اليرموك» للاجئين الفلسطينيين. وقالوا إن قوات الأمن اشتبكت مع المجموعة التي تحصّنت في إحدى الشقق في مخيم اليرموك، حيث حوصرت.
وأضاف شاهد عيان أن المسلحين لجأوا إلى سطح المبنى ورموا ثلاث قنابل يدوية على قوات الأمن، ما أدى إلى تبادل لإطلاق نار كثيف بين الطرفين، وتابع أن أحدهم كان مزوّداً بحزام ناسف.
وأكد الشهود لـ«الأخبار» أن ثلاثة من المسلحين قتلوا، فيما قتل أحد رجال الأمن وأصيب آخر. وأشارت مصادر أخرى إلى أن أحد المسلحين أصيب واعتقل. وذكر شهود أن قوات الأمن دهمت الشقق التي يقطنها المسلحون، واعتقلت عدداً من الأشخاص، بينهم نساء. وأضافوا أن مجموعة أخرى فرّت إلى جهة غير معلومة وأن قوات الأمن حاصرتها.
وفي أعقاب انتهاء العملية، عادت الحياة في المخيم إلى طبيعتها. ولوحظ انتشار أمني في المنطقة، من دون أن يكون عائقاً أمام حركة المواطنين، الذين حرصوا أثناء الاشتباكات على «التجمهر لمتابعة ما يحدث»، بحسب وصف أحد الشهود.
وأشارت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إلى أنه «كانت هناك متابعة من الأمن السوري لمجموعة يعتقد أنها على صلة ببرنامج أعمال تخريبية، وخصوصاً أن بينها أشخاصاً من خارج سوريا وقدموا إليها في فترات مختلفة، والغالبية من أعضاء تنظيمات سلفية أصولية عملت في العراق وأماكن أخرى». وأضافت: «كانت هناك عملية دهم للمكان الذي توجد فيه هذه الخلية وحصل الاشتباك. ويبدو أن أفراداً من هذه المجموعة دُربوا مسبقاً على مواجهة حالات من هذا النوع، فكان أحد الأفراد مجهزاً بحزام ناسف، وآخر يحمل قنابل يدوية».
وأكدت مصادر فلسطينية لـ«الأخبار» عدم وجود لاجئين فلسطينيين بين أفراد المجموعة، مرجحة، من دون أن تؤكّد، أن يكون أفرادها من التابعيتين العراقية والسعوديّة. وأضافت أن «المجموعة انتقلت اليوم (الخميس) للسكن في مخيم اليرموك آتية من مكان مجهول، وأن قوات الأمن كانت تتابعها». وتابعت أن «قوات الأمن حاصرت المكان وأخلت المبنى الذي توجد في المجموعة ومدرسة مجاورة قبل بدء الاشتباكات التي بادر إليها المسلحون بإلقاء قنبلة».
ويأتي الاشتباك بعد نحو أسبوعين من التفجير الإرهابي الذي شهدته دمشق في السابع والعشرين من شهر أيلول الماضي، وأدى إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 14 آخرين في اعتداء هو الأعنف الذي تشهده سوريا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ونفذ بواسطة سيارة مفخّخة. وأعلنت السلطات السورية، في ذلك الوقت، أن هذا الاعتداء نفذه «إرهابي على علاقة بتنظيم تكفيري وأن السيارة دخلت من دولة عربية مجاورة».