رام الله ـ أحمد شاكركشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار» أمس، أن لقاءات مكثفة عقدتها «فتح» في عمان ورام الله خلال الأيام القليلة الماضية لم تنجح في إنهاء الخلافات بين قادة الحركة في شأن عقد مؤتمرها العام السادس، الذي تعوّل عليه قاعدتها الشعبية والتنظيمية.
وأوضحت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن «آمال الفتحاويين بعقد المؤتمر العام السادس بدأت تتلاشى في ظل إصرار من قيادات كبيرة في الحركة على عدم عقده خشية على مناصبها الحالية».
وأشارت المصادر إلى أن «فتح» في الداخل والخارج «تعاني من خلافات حادة حول العديد من المقترحات والقرارات التي يتخذها المسؤولون في الحركة من دون الرجوع إلى القاعدة الشعبية، ما أحدث حالة من التذمر والقلق في الصف الأول للحركة والصف الثاني الذي يشمل الكوادر والنشطاء».
وبيّنت المصادر أن «شخصيات في فتح ترغب في عقد لقاءات بينها من أجل الوصول لمقترحات تنهض بالواقع الصعب للحركة، لكنها تفشل في ظل تدخل شخصيات كبيرة في السلطة الوطنية ومحاولتها استقطاب أبناء فتح من خلال دفع أموال طائلة لهم في مقابل العمل لحسابات شخصية».
وأضافت المصادر أن «هذه الشخصيات بدأت أخيراً بعقد لقاءات مع كوادر ونشطاء الحركة في عدد من الأقاليم في الضفة الغربية المحتلة في محاولة منها لقطع الطريق على الشخصيات التي تعمل على استقطاب أبناء الحركة من خلال الأموال».
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة مقربة من «فتح» في الضفة، لـ «الأخبار»، أن «شخصيات في الحركة ذات ثقل مهم، طالبت أخيراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاستقالة من منصب القائد العام للحركة وذلك لانشغالاته الكبيرة وعدم مقدرته على اتخاذ قرارات تفيد الحركة في ظل وضعها الحالي الصعب».
من جهته، أقرّ كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بأن حركة «فتح» تعيش حالة غير مسبوقة من المشاكل والخلافات الداخلية. وقال، لـ«الأخبار»، «تجري محاولات حثيثة لاحتواء الخلافات وحل الإشكالات العالقة لضمان إجراء المؤتمر العام».
وأوضح عريقات أن «فتح تعيش حالة مخاض وهي مرحلة مصيرية تتطلب من الجميع أن يضعوا مصالحهم الشخصية جانباً للحفاظ على التنظيم محافظة كاملة»، مؤكداً وجود خلافات حول مكان الاجتماعات وهو ما يفسره البعض بمحاولات فريق القضاء على فريق آخر داخل التنظيم.
وأكد عريقات أن حركة «فتح» تستعد في هذه المرحلة لضخ دماء جديدة ضمن قيادتها وصفوفها الأولى، معتبراً ذلك «مظهراً ديموقراطياً ستحاول فتح المحافظة عليه رغم الخلاف الداخلي والانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة».
ويبدو أن الانقسام داخل «فتح» ينعكس على جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، ولا سيما أن مواقف متضاربة تخرج من قادة الحركة عن اللقاء مع «حماس» في 25 الشهر الجاري. ففيما أقرّ عباس ضمنيّاً بالاجتماع، أعلن رئيس كتلة الحركة البرلمانية، عزام الأحمد، أن «فتح» لا تزال تتشاور مع الفصائل.