علي حيدربعد مفاوضات ماراتونية طويلة، تمكنت رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، من تحقيق «اتفاق الضرورة» مع خصمها السياسي في أي انتخابات مقبلة، رئيس حزب «العمل» إيهود باراك. ووقّع ممثلا الحزبين، عضو الكنيست تساحي هانغبي (كديما) وآفي اوشعياه (العمل)، بعد اجتماع دام 17 ساعة في تل أبيب، بالاحرف الاولى على الاتفاق الجديد، على أن يوقع عليه كل من ليفني وباراك في وقت لاحق على عيد المظلة اليهودي الذي يصادف اليوم.
وفيما أعرب الحزبان عن رضاهما عن الاتفاق، أشار المقربون من باراك الى الإنجازات التي حققها «العمل» من خلاله، وشددوا على الشراكة الحقيقية للحزب في مجال «إدارة الحكومة ومشاركة باراك في حكم الدولة: الحكومة، المجلس الوزاري، والاتصالات السياسية مع السوريين والفلسطينيين». ووصف مصدر مسؤول مقرب من باراك الاتفاق، الذي «لن تُتخذ بموجبه قرارات في المجلس الوزاري من دون مصادقة ودعم منه»، بأنه «مثير»، وخاصة أنه تم التوافق على أن يكون «العمل» الشريك الأكبر في الحكومة.
وكانت وسائل الإعلام الاسرائيلية قد أشارت امس الى أنه تم خلال الاجتماع الاخير بين الطرفين، الذي سبق إعلان الاتفاق، بلورة سلسلة من الاتفاقات، رغم نشوب أزمة أخّرت التوقيع عليه تتعلق بمشكلة تمويل التعليم العالي، حيث طلب «العمل» التزاماً بعدم رفع تكاليف التعليم في الجامعات، فيما طالبت وزارة المال بمصادر تمويل بديلة. وتعهدت ليفني بأنها ستجد مصادر كهذه. كذلك تم الاتفاق على ألا تُرفع تكلفة الدراسة الاكاديمية.
وبعد إنجاز الاتفاق، بقي أمام ليفني تحدّ أخير في الطريق الى تأليف الحكومة، يتمثل بالتوصل الى اتفاق مشابه مع حزب «شاس» الحريدي، الذي تتركز ضغوط معسكر اليمين عليه لثنيه عن المشاركة في الائتلاف الحكومي العتيد. وفي هذا الإطار، بادر رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو لزيارة الزعيم الروحي لـ«شاس» الحاخام عوفاديا يوسف، في القدس المحتلة، حيث ناشده عدم المشاركة في حكومة «ستتنازل عن القدس».
وكان نتنياهو قد تعهّد عشية يوم الغفران، خلال مقابلة مع الصحيفة الاسبوعية «من يوم ليوم» التابعة لـ«شاس»، بأنه إذا فاز في الانتخابات المقبلة، «فسيكون شاس الحزب الاول الذي ينضم الى ائتلافه الحكومي».
في المقابل، عادت ليفني ودعت نتنياهو والليكود للانضمام الى الحكومة، غير أن مقربين من نتنياهو رفضوا الدعوة وأعربوا عن «أسفهم لمحاولة ليفني الالتفاف على رغبة الشعب ومنعه من الذهاب الى انتخابات عامة». وأضافوا إن «الاستقرار يتحقق فقط بعد إجراء الانتخابات وتأليف حكومة موسعة لأربع سنوات لا عبر حكومة ضيقة تستمر أياماً».
وكان وزير المواصلات شاؤول موفاز قد وجّه رسالة إيجابية الى ليفني، التي هزمته في انتخابات «كديما»، تعهد خلالها بالعمل معاً من أجل حكومة قوية وثابتة، ومساعدتها بقدر استطاعته، معتبراً أن «المسؤولية تقع على كليهما لتوحيد الصفوف» داخل الحزب.