القاهرة ــ خالد محمود رمضاندمشق ــ سعاد مكرم
بدا أن الحوار الفلسطيني قد يكون مدخلاً لعودة التقارب السوري ـــ المصري، إذ ذكرت مصادر مصريّة لـ«الأخبار» أن رئيس المخابرات، عمر سليمان، قام مطلع الأسبوع الماضي بزيارة سرّية إلى دمشق، هي الأولى لمسؤول مصري منذ أكثر من عامين.
وأشارت المصادر إلى أن سليمان التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وبحث معه، ضمن ملفات أخرى، الوضع على الساحة الفلسطينية. وعلمت «الأخبار» أن اللواء سليمان نقل للرئيس السوري رسالة مصرية برغبة القاهرة في ممارسة سوريا نفوذها وضغوطها على بعض الشخصيات السورية والفلسطينية لضمان عدم عرقلة المساعي التي تبذلها لعقد الحوار الوطني الفلسطيني وتقريب وجهات النظر بين «فتح» و«حماس».
ووفقاً للمصادر، فقد أكد سليمان للأسد أن «مصر لا تسعى إلى زعامة إقليمية بقدر ما يهمها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل لمواجهة التطورات الحاصلة في إسرائيل ومنع عودة دوّامة العنف مجدداً في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
واستمع سليمان، بحسب المصادر نفسها، إلى تأكيدات من الأسد بأن «دمشق مع أي اتفاق يتوصل إليه الفرقاء الفلسطينيون في ما بينهم، وأنها لم تكن يوماً معطلاً أو معرقلاً لأيّ اتفاق وفقاً للثوابت الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني».
وأوضحت المصادر أن الزيارة جاءت قبل لقاء سليمان مع وفد حركة «حماس»، بقيادة موسى أبو مرزوق، في القاهرة يوم الأربعاء الماضي.
وفي دمشق، لم تؤكّد أيّ مصادر رسمية الزيارة، حتى إن مصادر فلسطينية في العاصمة السورية أبلغت «الأخبار» أنها لم تسمع بها، ولكنها لم تستبعدها، وخصوصاً أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن «سوريا تدعم الجهود المصرية».
إلى ذلك، قالت مصادر مصرية وفلسطينية في القاهرة، لـ«الأخبار»، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أبلغ نظيره المصري حسني مبارك رسمياً رفضه الاستجابة لطلب «حماس» عقد اجتماع بين ممثلين عن «حماس» و«فتح» في القاهرة قبل الحوار الشامل، مطالباً في المقابل الحركة الإسلامية بتنفيذ تعهداتها بالمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الموسع.
ولفتت المصادر إلى أن القاهرة ميّالة إلى عقد اجتماع تمهيدي بين «حماس» و«فتح» على اعتبار أن الحركة الإسلاميّة تسيطر فعلياً على الوضع الراهن في قطاع غزة، بينما يصرّ أبو مازن على رفض الاجتماع معها قبل إنهاء هذه السيطرة. وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، «لا يريد أبو مازن أن تجلس حماس مع فتح على طاولة واحدة وكأنها طرف موازٍ، بل يسعى لوضع حماس في الزاوية عبر جلوسها مع فتح إلى جانب بقية الفصائل الفلسطينية». وأضاف أن «وجهة نظر حماس هي أن بعض الفصائل الأخرى لا تمثل إلا نفسها، وليس لها أي ثقل سياسي حقيقي، وبالتالي فإن خدعة الاجتماع الموسع ستعني أن تكون حماس في طرف وبقية الجالسين على طاولة الاجتماعات في الطرف الآخر».
وأشار المصدر إلى أن القاهرة «لا تزال تأمل في عقد اجتماع بين حماس وفتح على الرغم من المناوشات الإعلامية بين الطرفين»، لكنه حذر من خطورة تحوّل هذه التراشقات إلى خلاف سياسي على الأرض.