القاهرة ــ خالد محمود رمضانيبدو أن العلاقات المصريّة ـــ السوريّة في طريقها إلى فسحة انفراج بعد أكثر من سنتين على القطيعة. غير أن الانفراج قد يبقى سريّاً إلى حين حدوث تطوّر على مسار علاقات سوريا بالسعوديّة، حرصاً على العلاقة القائمة حالياً بين الرياض والقاهرة.
ورغم التحسن في العلاقات وعدم نفي الزيارة السريّة لرئيس المخابرات، عمر سليمان، إلى دمشق، إلا أن مصادر مصرية وسورية أبلغت «الأخبار» أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة رسمية إلى العاصمة المصرية.
وكشفت المصادر النقاب عن أن الزيارة غير المعلنة التي قام بها اللواء عمر سليمان إلى دمشق الأسبوع قبل الماضي ولقاءه الأسد «كانا حلقة في مسلسل الاتصالات السرية بين القاهرة ودمشق أخيراً».
وقالت المصادر إن «رئيس المخابرات المصرية زار دمشق مرات عديدة هذا العام، فيما استقبلت القاهرة مبعوثين شخصيين من الرئيس السوري» رفضت الإفصاح عن هويتهم أو تحديد توقيت زياراتهم. ولفتت إلى أن «دخول العلاقات المصرية ـــ السورية دائرة السرية والتعتيم هو لعدم إحراج أحد ولتفادي مساعي بعض الأطراف الإقليمية للتشويش على هذه العلاقات في هذه المرحلة».
ولاحظت المصادر أن «إحدى النتائج الإيجابية للتعتيم المفروض على علاقات القاهرة ودمشق هو توقف الحملات الإعلامية المتبادلة بينهما»، مشيرة إلى أن الطرفين «اتفقا على أنه ليس من المصلحة التراشق الإعلامي وأنه من الأجدى الإبقاء على العلاقات في وضعها الراهن حرصاً عليها ولقطع الطريق على جهات تريد الاصطياد في المياه العكرة».
ومع أن القاهرة تعدّ الأسد «ضيفاً مرحّباً به في أيّ وقت»، إلا أنها تشترط، بحسب المصادر، لزيارته تحسّن العلاقات السورية ـــ السعودية «حتى لا يساء فهم زيارة الأسد مصر في ظل توتر علاقاته مع الرياض».
وأشارت المصادر إلى أن سليمان نقل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى الأسد تتعلق بالجهود الرامية إلى تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني ومساعي القاهرة للحصول على تأييد سوريا لخطتها في هذا الإطار، وخصوصاً من جهة علاقتها مع حركة «حماس». ورأت المصادر أن «الرسالة استهدفت الحصول على تطمينات وضمانات سورية بأن دمشق لن تقف حجر عثرة في وجه المساعي المصرية»، مشيرة إلى أن «التنسيق المصري ـــ السوري حول ما يجري على الساحة الفلسطينية نشط للغاية». وكشفت عن أن «مصر ستدعو سوريا لحضور طاولة الحوار الوطني الفلسطيني المقرر عقدها الشهر المقبل في القاهرة».
وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، «لم يتوقف المبعوثون الشخصيّون ما بين الرئيسين مبارك والأسد، هناك ملفّات إقليمية ساخنة تتطلب الحفاظ على شعرة معاوية بين البلدين». وأكد أن «القاهرة متفهمة لحساسيات الموقف السوري تجاه السعودية»، إلا أنه رأى أنه «يتعيّن على دمشق أن تخطو باتجاه الرياض حتى يمكن إعادة العلاقات السورية ـــ السعودية إلى سابق عهدها».
وكانت مصر قد رهنت تحسين العلاقات مع دمشق بتحسّن العلاقات مع بيروت وانتهاء الأزمة السياسية هناك.