محمد بديرخطا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمس خطوة إضافية على طريق المساعي التي يبذلها لتعويم مبادرة السلام العربية، معلناً من مصر قبولاً «ملغوماً» من جانب كيانه بها عبر الإشارة إلى الحاجة للتفاوض بشأنها، وهي إشارة التقطها الرئيس المصري، حسني مبارك، فرد عليها بالتشديد على أن المبادرة ليست قابلة للتفاوض، بل هي إطار للتنفيذ.
ومعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، علق على المبادرة عند إقرارها في قمة بيروت عام 2002 بالقول إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به. إلا أن بيريز، الذي كان يشغل في حينها منصب وزير الخارجية، استفاق بعد ستة أعوام على أهمية المبادرة ليرى فيها «أساساً لمواصلة المفاوضات لدفع مسيرة السلام بين إسرائيل وجيرانها»، حسبما نقلته عنه الإذاعة الإسرائيلية التي أضافت أنه دعا خلال اجتماعه بالرئيس المصري إلى أن يقوم وزيرا الخارجية المصري والأردني بزيارة إسرائيل من أجل استئناف المحادثات حول المبادرة العربية. ونقل موقع «هآرتس» عن مسؤولين في الوفد المرافق لبيريز قولهم، في دردشة صحافية على متن الطائرة خلال توجهها إلى مصر، إن الرئيس الإسرائيلي سيقترح على نظيره المصري «فكرة سياسية» تبادر الدول العربية بموجبها ببسط «رعايتها على مفاوضات السلام الجارية مع سوريا، وفقاً لمبادرة السلام السعودية».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع مبارك، قال بيريز إن إسرائيل «تقبل بمبادرة السلام العربية» قبل أن يعود ويوضح، رداً على أسئلة الصحافيين عن مدى هذا القبول: «لم أحدد ملامح أساسية أو عامة بالنسبة إلى قبول المبادرة»، مضيفاً أن جوهرها صحيح، وأن ثمة حاجة إلى التفاوض عليها. وبدا بيريز حريصاً على السلام الذي قال إنه «لم يكن ممكناً في السنوات الماضية مثلما هو ممكن الآن» من دون أن يوضح أسباب تفاؤله، مشيراً إلى أن «من الخطأ أن نضيّع مثل هذه الفرصة».
وعلى ذكر الفرص، لم يفوّت الرئيس الإسرائيلي فرصة الإطراء على مضيفه المصري الذي رأى أن «مفتاح تقدم عملية السلام موجود بقدر كبير في يده... وهو يستطيع أن يقودنا إلى وضع جديد».
من ناحيته، قال مبارك إن المبادرة العربية ليست قابلة للتفاوض، مشدداً على التزام الدول العربية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرئيل في حال التوصل إلى اتفاق سلام نهائي. وأشار إلى أن «التعاون (الإسرائيلي العربي) سيشمل حينئذ كل المجالات، ولن يكون عليه قيد أبداً».
وأعرب مبارك عن ارتياحه لمحادثاته مع بيريز، وقال إنها تناولت «دفع مفاوضات السلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، وتثبيت التهدئة في غزة ورفع الحصار عن سكان القطاع». وأضاف: «أكدت عزم مصر على مواصلة جهودها لتقريب المواقف بما يكفل نجاح صفقة إطلاق سراح (الجندي الأسير لدى حماس جلعاد) شاليط والسجناء الفلسطينيين». وأعرب مبارك عن تطلعاته «لأن تمضي الحكومة الإسرائيلية الجديدة في التفاوض مع السلطة الوطنية الفلسطينية من دون إبطاء».