دمشق ـــ الأخبارأفادت مصادر إعلامية سورية أمس بأن دمشق باشرت خفض عدد قواتها المنتشرة على الحدود مع العراق، في خطوة تزامنت مع تظاهرة غضب أغرقت وسط العاصمة السورية بالمحتجين، ولامست السفارة الأميركية التي سُيِّجَت بطوق أمني كثيف.
وفيما كان بعض المراقبين السوريين يتوقّعون أن يأتي «الردّ القاسي» على شكل إقفال الحدود مع العراق، بثّت محطة «الدنيا» التلفزيونية السورية الخاصة تسجيلات مصورة مدعّمة بشهادات سكّان المنطقة تفيد بأن القوات السورية تخفض عديد حرس الحدود مع العراق. وأوضحت أن الجنود السوريين يفكِّكون مواقعهم ويغادرون المنطقة. وفسّر التلفزيون الخطوة بأنها «بداية الإجراءات المؤثرة والمؤلمة لأميركا».
ورفضت مصادر رسمية سورية في اتصال مع «الأخبار» نفي الخبر أو تأكيده، «لأنّ الدنيا هو تلفزيون خاص وليس جهة رسمية».
وكانت دمشق قد لوّحت باتخاذ «مجموعات إجراءات مؤلمة» بحق الأميركيين، بدأت بإغلاق المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين «كجزء من الردّ» على حدّ تعبير نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وعما إذا كان السوريون ينوون إغلاق الحدود مع العراق، استبعدت مصادر «الأخبار» تلك الخطوة، مبررّة ذلك بـ«تراجع المسؤولين العراقيين عن تصريحاتهم التصعيدية»، في إشارة إلى التبرير الذي قدّمته بغداد للغارة «التي استهدفت منطقة يأتي منها الإرهابيون إلى العراق» على حدّ تعبير المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ يوم الاثنين الماضي.
وأبدت المصادر نفسها ثقتها بأن دمشق «لن تتخذ إجراءات بحق الحكومة العراقية، بل بحق المصالح الأميركية، من ضمنها سحب حرس الحدود، وقد يكون هناك إجراءات اقتصادية».
وكانت سوريا قد أقامت منذ عام 2004 مخافر حراسة مكثفة على حدودها مع العراق ينتشر فيها حوالى 7000 جندي، موزعين على أكثر من 547 مخفراً على الحدود التي يتجاوز طولها 600 كيلومتر، بمعدل مخفر كل كيلومتر واحد، يحتوي كل منها على 5 إلى 7 جنود.
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنّها تقوم «بدرس ردّها» على سوريا بعد طلب إقفال المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين في دمشق. وأوضح المتحدث باسمها، روبرت وود، أن القائمة بالأعمال الأميركية مورا كونيلي استُدعيت أول من أمس إلى وزارة الخارجية السورية حيث أبلغها رئيس البروتوكول «شفهياً» الطلب السوري «بالإقفال الفوري للمركز الثقافي الأميركي» و«إقفال المدرسة الأميركية في 6 تشرين الثاني المقبل».
في المقابل، نقل «الدنيا» عن السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى قوله إن «المؤسسة السياسية في أميركا لا تزال غير مستوعبة لما قامت به الإدارة الأميركية»، في إشارة إلى الغارة والإنزال. ورأى مصطفى أنّ «الكثيرين في واشنطن يتساءلون عن أسباب هذا العمل العدواني غير المبرر، وما إذا كان هدفه تسميم أجواء العلاقات مع سوريا في محاولة لتوريث الإدارة المقبلة علاقات متوترة مع دمشق».