خرج الزعيم الليبي، معمر القذافي، أمس، بأحدث نظريات «الحكم الجماهيري»، معلناً نيته إلغاء الإدارات العامة في بلاده وتوزيع عائدات النفط مباشرة على الليبيين، وذلك لمكافحة الفساد الذي ينخر إدارات الدولة.وقال القذافي، في خطاب في بنغازي أمام مؤتمر الشعب العام (البرلمان) في الذكرى التاسعة والثلاثين لثورة الفاتح من أيلول، إن «على الليبيين أن يستعدوا ليتسلم كل واحد منهم نصيبه من عائدات النفط، وذلك انطلاقاً من بداية العام المقبل». وأضاف أنه «بتسلم الليبيين (البالغ تعدادهم نحو 5 ملايين نسمة) دخل النفط في أيديهم مباشرة وانتهاء الإدارة، ستقوم الإدارة الشعبية الحقيقية وسيتشكل المجتمع الجماهيري بطريقة شعبية ديموقراطية مباشرة حقيقية»
وأوضح القذافي أنه «باستثناء وزارات السيادة (الخارجية والدفاع والداخلية والعدل) فإنه ستُلغى باقي الوزارات»، موضحاً أنه «في كل مرة تُتّهم فيها الوزارات بالفساد وسوء الإدارة، ولذلك سيُمنَح كل مواطن نصيبه من الثروة النفطية مباشرة وليتدبر أمره بنفسه».
وأكد القذافي أن «الفساد مقرون بالإدارة في أي مكان بالعالم، والحل هو إنهاء الإدارة التي تتولى إنفاق الأموال وتسلم الناس الأموال في أيديهم مباشرة وتدبير شؤونهم بأنفسهم». وحذر من أنه «ستكون هناك حالات فوضى في العامين الأولين لكن المجتمع سيتنظم رويداً رويداً ليتمكن في النهاية من إدارة أموره بنفسه».
وقال القذافي إنه «يتعين على الليبين ألا يخافوا من عواقب التغيير، الذي سيشجعهم على إنشاء قطاع خاص يجعلهم أكثر صحة وثراءً وحرية». وأضاف: «يتعين على الليبيين أن يقرروا بأنفسهم كيفية إنفاق أموال النفط مثل تحسين التعليم لأولادهم والرعاية الصحية وزيادة حرية استيراد السلع لمواجهة الاحتكارات ومكافحة زيادة الأسعار».
وتريد حكومة طرابلس زيادة إنتاج النفط من 1.6 مليون برميل يومياً حالياً إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً بحلول 2012 تقريباً. ويقول ليبيون كثيرون إنهم لم يستفيدوا من زيادة عائدات النفط والاستثمار الأجنبي بعدما تخلت بلادهم في عام 2003 عن برامج الأسلحة المحظورة وأنهت عزلتها الدولية.
وفي الخطاب نفسه، أعلن القذافي أن ملف الخلاف بين ليبيا والولايات المتحدة قد أُقفل نهائياً. وقال: «نحن لا نطمع في صداقة أميركا ولا في عداوتها، فقط يتركوننا في حالنا والمهم أن العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا إرهاب». وأضاف: «بمساعدة الإمارات وقطر، أُقفل هذا الملف. هذه الدول الصغيرة استطاعت أن تفعل أكثر من الدول الكبيرة مثل السعودية ومصر التي كان من المفروض أن تساعد».
وتحدث القذافي عن المعاهدة التي وقعها السبت الماضي مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. وقال: «إن أهم بنود المعاهدة التي كانت محل خلاف ونقاش طويل بين الدولتين هو التزام إيطاليا ألا تسمح باستخدام أراضيها في أي عمل عدائي ضد لييبا»، مضيفاً: «حتى الحلف الأطلسي، التي هي عضو فيه، لن يستخدم الأراضي الإيطالية ضد ليبيا».
(أ ف ب، رويترز)