رام الله ــ أحمد شاكر لم يقتصر الغضب من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بل تخطاه إلى واشنطن، ذلك أن «الأخبار» علمت من مصادر فلسطينية موثوقة أمس أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اتصلت بأبو مازن عقب عودته من بيروت وأبلغته «انزعاج الإدارة الأميركية من تصريحاته عن حق العودة وموافقة الأميركيين عليها، ومن لقائه الأسير المحرر».
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، إلى أن «عباس أبدى استغرابه من حديث رايس، وأشار إلى أن ما قاله عن موافقة أميركية على عودة اللاجئين هو ما وعدته به الإدارة الأميركية التي ضغطت عليه للقبول بتقديم تنازلات لإسرائيل في قضية القدس المحتلة».
وأوضحت المصادر أن «أبو مازن طلب من رايس الكف عن التدخل في شؤون السلطة الفلسطينية بهذه الطريقة. وأبلغها أنه بوصفه رئيساً للشعب الفلسطيني يزور من يزوره ويلتقي من يلتقيه من دون إذن أو تصريح من أحد».
وأضافت المصادر أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، أبلغت رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع، «غضب إسرائيل من اللقاء الذي جمع عباس بالقنطار في بيروت».
في المقابل، رداً على الأنباء التي أشارت إلى أن عباس أبلغ أولمرت أن القنطار «دعا نفسه» إلى لقائه، قال الأسير المحرّر، في بيان: «إن اللقاء جرى بطلب مباشر من الرئيس أبو مازن، ولقد لبّيته بعد إلحاح شديد من كل من أحمد قريع و(نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) عبد الرحيم ملوح، رغم أنني كنت لا أزال في وضع صحي دقيق جراء الخضوع لعملية جراحية».
وأضاف القنطار: «لم أدع نفسي إلى اللقاء، ولم أطلب من أحد أن يدعوني». وتابع: «لقد أفنيت أجمل سنوات عمري من أجل قضية فلسطين، وأفتخر وأعتز بأهلي وأحبائي هناك، وأعدهم بأن يوم اللقاء المباشر معهم على أرض الوطن المحرر ليس بعيداً، وأجدد عهدي ووعدي أن أكمل مسيرتي على طريق المقاومة والجهاد حتى تحقيق الحلم بالعودة والتحرير». وختم: «لا يضيرني إذا كرر إيهود أولمرت كل يوم أنني قاتل، لا بل أشعر بعدم الرضى إذا توقف عن قول ذلك».
إلى ذلك، شدّد قريع على أن القيادة الفلسطينية «لن تتنازل عن القدس الشرقية عاصمةً للدولة الفلسطينية، وإنها لن توقع أي اتفاق سياسي لا يضمن ذلك». وجدد، عقب لقائه مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير، «رفض السلطة الفلسطينية تأجيل أو استثناء أي من قضايا الوضع النهائي»، مشدداً على أن «الاتفاق السياسي يجب أن يشمل جميع القضايا المطروحة للتفاوض، وفي مقدمتها القدس واللاجئون».
وقال أبو علاء إنه أطلع بلير على الإجراءات الإسرائيلية «التدميرية» لعملية السلام، «لفرض الأمر الواقع على الأرض، وخصوصاً في مدينة القدس». وجدد تأكيد «تعدد خيارات الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الإعلان أحادياً عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، مشيراً إلى أن «استمرار إسرائيل في سياستها المنافية لأسس عملية السلام، يجعل باب الصراع مفتوحاً على مصراعيه».