بدأت تداعيات تفكّك الوضع السياسي في إسرائيل بالبروز لتطال شظاياها مسار المفاوضات مع سوريا، وزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت التي كانت مقررة إلى موسكو، وذلك على خلفية تقديم الشرطة الإسرائيلية توصيتها بمحاكمته بتهم الفساد، الأمر الذي أثار شكوكاً كبيرة وجدية في صلاحيته لمواصلة مخططاته السياسية كالمعتاد.وشكّك دبلوماسيون في إسرائيل في إمكان عقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل المقررة في 18 أيلول الجاري في تركيا. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن دبلوماسي إسرائيلي قوله «لن أفاجأ إذا ما أُجّلت هذه المحادثات». وأضاف أنه «يحتمل أن يجمّد الرئيس السوري بشار الأسد كل شيء الآن بسبب الوضع السياسي الهش في إسرائيل، بانتظار الإدارة الأميركية المقبلة».
وقال الدبلوماسي إن «الأسد كسب فعلياً ما كان يريده من المحادثات غير المباشرة التي تجري بوساطة تركية، وتحديداً إنهاء عزلته الدولية، الذي تبلور رمزياً بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق الأسبوع الماضي».
وقال دبلوماسيون إن «إسرائيل لم توضح علانية ما إذا كانت سترحّب بتدخل أميركي مكثّف في المحادثات مع سوريا، وهو الأمر الذي قال الأسد إنه شرط للانتقال إلى المحادثات المباشرة». وأشار دبلوماسي إسرائيلي إلى أنّ من الواضح أنّه «لن تكون هناك محادثات جدية مع السوريين من دون تدخل أميركي مكثّف، وأن موقف إسرائيل من هذه القضية كان إشارة جيدة على مدى الجدية التي تنظر فيها الدولة العبرية إلى المحادثات.
وطبقاً لإحدى وجهات النظر، فإن الانخراط الأميركي في المحادثات الآن سيقيّد يدي خليفة أولمرت فيها، لأنه سيكون أكثر صعوبة عليه التراجع عن مفاوضات تستثمر فيها واشنطن بشكل كبير.
وفي ما يتعلق بزيارة أولمرت إلى موسكو، قال المتحدث باسمه مارك ريغيف إن «رئيس الحكومة عدل عن القيام بزيارة إلى روسيا الأسبوع المقبل وعقد لقاء مع الرئيس ديمتري مدفيديف لبحث المحادثات الإسرائيلية السورية وبيع روسيا أسلحة لسوريا».
وقال ريغيف إنه «لم تُلغَ زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو لأنه لم يحدّد موعد أصلاً، ولذلك فإنه لم تكن هناك حاجة إلى الإلغاء». ورفض ربط إلغاء الزيارة بتطورات اتهام أولمرت بالفساد، واكتفى بالقول إن السبب هو «وجود مشاكل في التنسيق» للزيارة بين إسرائيل وروسيا.
وكانت صحيفة «معاريف» قد نسبت يوم الخميس الماضي إلى مصدر وصفته بأنه مقرّب من صنّاع القرار في روسيا قوله إن «أولمرت سيزور روسيا بهدف إقناع مدفيديف بممارسة تأثيره على الرئيس السوري بشار الأسد ليوافق على انتقال المحادثات بين الجانبين إلى محادثات مباشرة». لكن الصحيفة أشارت إلى أن الولايات المتحدة ليست راضية عن زيارة أولمرت إلى روسيا، وقد تحاول منعها.
(الأخبار، يو بي آي)