يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى استنفاد الدقائق الأخيرة من ولايته، التي قد تنتهي في غضون أيام، للتوصل إلى اتفاق إطار أو مبادئ مع الفلسطينيين، بعد «الاستفاقة المتأخرة» التي بدا عليها في اليومين الماضيين وتحذيراته من «الثمن الباهظ» لعدم الاتفاق.وفي هذا الإطار، جاء اللقاء، الذي قد يكون الأخير والوداعي، بين أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يصر على رفض مقترح أولمرت للاتفاق الجزئي ويشدّد على الاتفاق الشامل. هذا على الأقل ما يعلنه في الإعلام، إلا أن أولمرت رمى كرة الرفض في ملعب رئيس طاقم المفاوضات، أحمد قريع، على أساس أنه وراء رفض عباس للاتفاق.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أولمرت قوله لوزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، خلال اجتماعهما الأحد الماضي، إنه «قلق من أن قياديين فلسطينيين يمارسون ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليرفض بدوره اقتراحه، أي اقتراح أولمرت، بالتوقيع على اتفاق مبادئ إسرائيلي ـــــ فلسطيني». وأضاف: «في الجانب الفلسطيني جهات تعشق المفاوضات وتحاول إحباط التوصل إلى اتفاق».
وفي السياق، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، مارك ريغيف، إن «أولمرت يعتقد أن باب الاتفاق مع الفلسطينيين ليس مغلقاً، ومن الممكن تحقيق هذا الهدف قبل نهاية العام الجاري».
قريع ردّ بشكل غير مباشر على أولمرت. وقال، خلال لقائه وفداً «فتحاوياً»، إن «المفاوضات صعبة، غير أنها لم تصل إلى درجة المساومة». ورأى أن «أي مفاوضات لا يمكن أن تبدأ بالمساومات لكي تنجح، إذ إن كل طرف يسعى لتحقيق أهدافه».
وشدّد قريع مجدّداً على أن القدس المحتلة «هي في صدر أولويات أي مفاوضات، ولن نقبل أي انتقاص من مكانة القدس العربية الفلسطينية، وأي محاولة تستهدف تجاوز قضية القدس في المراحل التفاوضية سيكون مآلها الفشل، وإن القدس في قلوب الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين». وأشار إلى أن «المفاوضات لم تصل إلى الاتفاق الكلي على أي قضية من قضايا الحل النهائي، القدس، الأرض، الحدود، المياه، اللاجئين، الأسرى». وأضاف: «الوقت ليس سيفاً مصلتاً على رقاب الفلسطينيين»، في إشارة إلى قرب انتهاء عام 2008، مشدداً على أن «من الصعوبة بمكان التوصل إلى حل حتى نهاية هذا العام نظراً لتباعد المواقف بيننا وبين الاحتلال».
ولا شك أن أولمرت يضع في حساباته، خلال لقائه مع عباس، انتخابات حزب «كديما» اليوم، التي قد تكون نهاية لحياته السياسيّة إذا تمكّن الفائز، سواء كان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أو وزير المواصلات شاؤول موفاز، من تأليف حكومة بديلة. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مقربين من رئيس الوزراء قولهم إن الأخير «سيستقيل من الكنيست» في حال تأليف حكومة بديلة.
إلا أن أولمرت يمنّي النفس في فشل الفائز في تأليف الحكومة، ليبقى مبدئيّاً على رأس الحكومة الانتقالية، رغم مساعي ليفني، التي ترجح استطلاعات الرأي فوزها اليوم، إلى تنحيته، على اعتبار أن «الحكومة لا يمكن أن تكون برأسين» .