حيفا ــ فراس خطيبللمرة الثانية منذ إقامة الدولة العبرية، بات إمكان تبوء امرأة منصب رئاسة الوزراء حقيقة واقعية؛ فبعد غولدا مائير، التي احتلت هذا الموقع قبل عقود بعدما كانت وزيرة للخارجية، اختار أعضاء الحزب الحاكم «كديما» تسيبي ليفني، لتكون ثالث رؤسائهم (بعد إيهود أولمرت وأرييل شارون)، وبالتالي فتحوا أمامها الطريق نحو رئاسة الحكومة.
وبعد أسابيع من المعارك المستعرة بينها وبين خصمها شاؤول موفاز، يتوقع أن تبدأ ليفني، التي تشغل حالياً منصب وزيرة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الحكومة، مع إطلالة هذا الصباح اتصالاتها المكثفة لتأليف حكومة بديلة برئاستها، بعدما توّجت في ختام يوم انتخابي طويل رئيسة لـ«كديما» بأصوات 47 في المئة من أصوات الناخبين، بحسب نتائج شبه رسمية، فيما حصل منافسها الرئيسي شاوول موفاز على 37 في المئة.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، هنّأ ليفني بفوزها من خلال مكالمة هاتفية، وقال لها: «ستنالين تعاوناً تاماً من ناحيتي»، في إشارة إلى استقالته من رئاسة الحكومة، التي يتوقع أن يقدمها يوم الأحد. وعندها، ستنتقل القضية إلى رئيس الدولة شمعون بيريز، الذي سيجتمع برؤساء الكتل البرلمانية ويلقي مهمة تأليف الحكومة الجديدة على ليفني.
وخلافاً للتوقعات بأن ليفني ستجد صعوبةً في تأليف حكومة بديلة، يرى المراقبون الإسرائيليون أنَّ الاحتمالات أكبر من المتوقع، وخصوصاً أن معظم أحزاب الائتلاف الحكومي، وفي مقدمّتها حزب «العمل» برئاسة إيهود باراك، ليست معنية بالذهاب إلى الانتخابات العامة، لأنَّ استطلاعات الرأي تتنبأ لها بخسارة العديد من مقاعدها في الكنيست. ومن المتوقع أن تبني ليفني ائتلافاً حكومياً على أساس حزبها «كديما» وقد تتوصل إلى تفاهمات مع «شاس»، إذا فهم أن الحكومة ستقوم معه أو من دونه.
وكانت ليفني قد وصلت إلى مقرّها الانتخابي، بعد ظهور النتائج الأوليّة، وقالت لأنصارها: «حاربتم مثل الأسود قبالة أصحاب المصالح، وكنتم بكل بساطة رائعين». وأضافت: «كل شيء ملقى على أكتافكم، قمتم بعمل رائع. وقد وجدت أصدقاء كانوا سنواتٍ إلى جانبي، والتقيت بأصدقاء لم أعرف بأنهم أصدقاء حقيقيون». وختمت قائلة إن «الجيدين فازوا».
وكان أنصار موفاز قد أُصيبوا بصدمة كبيرة في أعقاب النتائج. وبعد نشر استطلاعات ما بعد الاقتراع، ترك موفاز المقر الانتخابي، ولم يصرّح مقربوه للصحافة. وقال أحد أنصاره: «لقد صُدمنا، لم نتوقع خسارة كهذه».
بدوره، قال رئيس حزب «شاس»، إيلي يشاي، إنه مصمم على الشروط التي وضعها الحزب في مقابل البقاء في الحكومة، وهي زيادة مخصصات الأطفال وعدم طرح قضية القدس المحتلة على جدول أعمال المفاوضات.
ولم يستقبل المسؤولون في «الليكود» نتائج الانتخابات برحابة صدر. وقالوا إن ليفني قد تقيم «حكومة قانونية»، لكنها ستبقى «حكومة غير شرعية»، موضحين أنه لا يعقل أن يقرر بضعة آلاف من المنتسبين هوية رئيس الحكومة.