يبدو أن الادّعاءات الإسرائيليّة والأميركية بشأن البرنامج النووي السوري في طريقها إلى الدحض، بعد ظهور النتائج الأوّليّة للعيّنات التي أخذها فريق الوكالة الدولية للطاقة الذريّة من موقع «الكبر» في دير الزور، الذي استهدفته غارة إسرائيلية في السادس من أيلول 2007. وذكر دبلوماسيون في فيينا، أول من أمس، أن «النتائج الجزئية للعيّنات لا تدعم التأكيدات الأميركية بأن الهدف كان مفاعلاً نووياً سريّاً»، إلا أنهم نبّهوا إلى أن النتائج لا تزال أوّلية، إذ إن المزيد من الاختبارات لا يزال قيد الإجراء.
غير أن اثنين من الدبلوماسيين الثلاثة الذين تحدثوا إلى وكالة «أسوشييتد برس» لا يتوقعان أن تناقض تحليلات العيّنات الباقية نتائج التحليل الأوّلي. وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن الدبلوماسيين الثلاثة تلقّوا النتائج من فريق وكالة الطاقة، إلا أنهم اشترطوا عدم ذكر أسمائهم لأن معلوماتهم كانت سرية.
المفتشون كانوا يبحثون عن كميات من مادة الغرافايت، التي تستخدم كمادة للتبريد في المفاعل الكوري الشمالي الذي تدّعي الاستخبارات الأميركية أن المفاعل السوري المزعوم بني على أساسه، على اعتبار أن أي انفجار كان سيؤدي إلى نثر غبار الغرافايت في المنطقة.
المفتش النووي السابق في الأمم المتحدة، ديفيد أولبرايت، أشار إلى احتمال آخر، وهو أن القنابل الإسرائيلية لم تخترق المبنى بعمق، لتشتيت الغرافايت. وأضاف أنه «يمكن ألا يكون هناك أثر لمادة الكاربون في كل العيّنات. من الضروري انتظار المجموعة الثانية من النتائج، التي هي أكثر حساسية وقادرة على التقاط الكميات الأصغر».
وفي السياق، قال المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غريغ شولتي، في مقابلة مع «يونايتد برس إنترناشونال»، إن بلاده «تتفهّم دواعي وأسباب تدمير المنشأة السورية العام الماضي». وقال إن بلاده «أطلعت في نيسان الماضي المدير العام للوكالة (محمد البرادعي) ودولاً أخرى في مختلف أنحاء العالم والجمهور على المنشأة التي دمّرت في سوريا بغارة جوية في أيلول من العام الماضي». وأضاف أن «المنشأة كانت في تقديرنا، ومن خلال المعلومات التي بحوزتنا وتحليلاتنا، مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء بدعم من كوريا الشمالية، وبُني على غرار مفاعلها يونغبيون، وصرف السوريون وقتاً طويلاً لإخفاء هذه المنشأة وحجبها، واختاروا مكاناً لها وسط الصحراء، وأخفوا تحت الأرض الأنابيب التي تزوّدها بمياه التبريد من نهر الفرات، واتخذوا تدابير وإجراءات كثيرة لإخفائها».
وعن الشريك الأجنبي الذي قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، الجنرال مايكل هايدن، إنه تعاون في تدمير المنشأة السورية، قال شولتي «أنا متأكد لو أن الجنرال هايدن أراد الكشف عن هوية هذا الشريك لكان قد فعل، واعتقد أنه أراد من وراء ذلك التشديد على أهمية التعاون من جانب أطراف أخرى في جهود الكشف عن النشاطات النووية السرية».
(أ ب، يو بي آي)