غزة ــ قيس صفديبلغ التوتّر بين مصر وفلسطينيي قطاع غزة، أمس، حدّاً غير مسبوق، مع إعلان جماعة مجهولة في القطاع نيتها تنفيذ عمليات على القوات المصرية، وهو ما رفضته «حماس»، وسط تقديرات أن البيان يأتي في إطار السجال بين الحركة والقاهرة حول معبر رفح.
وهددت مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب نصرة المظلومين» بقصف معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وخطف ضباط وجنود مصريين، إذا واصلت السلطات المصرية إغلاق المعبر في وجه الفلسطينيين.
وقالت «كتائب نصر المظلومين»: «سيكون (المعبر) هدفاً لقذائفنا، وننصح أفراد الشرطة الفلسطينية (التابعين لحركة «حماس») بعدم الوقوف في وجوهنا، لأننا لن نرحم أحداً، فلقد زاد الحد وطفح الكيل».
وهددت الكتائب بأن «كل الجنود المصريين والضباط وأمن الدولة وعناصر المخابرات المصرية، كلهم هدف للخطف من خلايانا المنتشرة ولن يُفرج عنهم إلا إذا أفرج عن المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين في السجون المصرية الظالمة». وقالت: «كل من شارك في التحرش بأخواتنا الفاضلات اللواتي أردن السفر عبر معبر رفح بالأمس (الأحد الماضي) من بعض الضباط، الذين تلقوا الرشى في مقابل إدخال المسافرين وابتزازهم، فإننا قد حكمنا عليهم بالإعدام لأنهم مجرمون ولن يفلتوا من العقاب».
وطالبت «كتائب نصرة المظلومين» من «حكومة غزة وسلطتها سحب ملف الأسرى والوساطة من مصر وقطع كل العلاقات وعدم الذهاب للحوار في القاهرة إلا بعد تعهد مصر فتح المعبر والسماح للمرضى بالذهاب لعلاجهم، والطلبة لتلقي تعليمهم».
غير أن حركة «حماس» سارعت إلى رفض هذه التهديدات، وقالت على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، إن «إصدار مثل هذا البيان يهدف إلى توتير العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني وضمان إبقاء معبر رفح مغلقاً وإضعاف روح التضامن الشعبي المصري مع الشعب الفلسطيني».
وعبّر أبو زهري، في بيان صحافي، عن رفض «لغة هذا البيان الموقع من جهة وهمية»، مؤكداً أن «أمن الجنود المصريين هو من أمن شعبنا الفلسطيني، وأن استخدام لغة التهديد لا يعكس ثقافة شعبنا، وهي لغة تستخدم بهدف الإساءة إلى مصالح شعبنا وحقوقه وإبقاء معاناته».
في هذه الأثناء، استأنف رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، محادثاته مع وفود الحوار الوطني الفلسطيني الموسع في القاهرة، حيث اجتمع أمس مع وفد «فتح» برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة الدكتور نبيل شعث.
وأعلن نبيل شعث، بعد اللقاء، أن الاجتماع الشامل للفصائل سيعقد في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني المقبل. وأعرب عن أمله في أن تتجاوب حركة «حماس» مع المقترحات المصرية. وأوضح أن وفد «فتح» لمس من لقائه مع سليمان أنه لم يجد تنظيماً واحداً معارضاً للآلية والأهداف والوسائل والخطة التي تضعها مصر من أجل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي. وقال إن «وجهة نظرنا للخروج من هذا المأزق هو تأليف حكومة تعمل على فك الحصار عن الشعب الفلسطينى وبناء الأجهزة الأمنية بدعم عربى والإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية».