علي حيدرهاجس التحذيرات والتهديدات لا يزال يسكن إسرائيل، وخصوصاً مع اقتراب رأس السنة العبرية يوم الثلاثاء المقبل. والجديد أمس كان إلقاء تبعة التحذيرات على عاتق الإسرائيليين أنفسهم، الذين طالبهم رئيس الحكومة المستقيل إيهود اولمرت «بأخذ التحذيرات على محمل الجد».
وعلى خلفية تزايد الإنذارات، وخصوصاً من عمليات خطف في شبه جزيرة سيناء المصريّة، أجرى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، خلال جلسة عقدها أمس برئاسة أولمرت، نقاشاً حول التهديدات المحدقة بالإسرائيليين خارج الدولة العبرية. وأكد أولمرت على المسؤولية الملقاة أولاً على عاتق المتنزهين أنفسهم الذين يسافرون إلى الخارج. ولفت إلى أنه «في الفترة الأخيرة، حدثت أمور عديدة أوجدت حافزاً لدى المنظمات الإرهابية، وبشكل أساسي لدى حزب الله، لاستهداف الإسرائيليين»، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل جهودها، عبر أجهزتها المختلفة، لرسم خريطة التهديدات والتحذير منها.
وعلى الرغم من ذلك، أكد أولمرت أن «المسؤولية ملقاة أولاً على كل مواطن يخرج خارج إسرائيل»، وأن على «مواطني إسرائيل وأجهزة الحكم التعامل مع التهديدات بجدية كبيرة جداً». كما استمع أعضاء المجلس إلى تقرير من هيئة مكافحة الإرهاب يتعلق بالتحذيرات، في إشارة إلى التحذيرات التي أطلقها «طاقم مكافحة الإرهاب» التابع لمكتب أولمرت في الأشهر الأخيرة من عمليات خطف حزب الله إسرائيليين انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية في دمشق في شهر شباط الماضي. وكان آخر هذه التحذيرات قد صدر الأسبوع الماضي حين طالب «طاقم مكافحة الإرهاب» الإسرائيليين الموجودين في سيناء بمغادرتها فوراً والامتناع عن زيارة مصر.
من جهة ثانية، واصلت الحكومة الإسرائيلية مسيرة استخلاص العبر من حزب لبنان الثانية عام 2006. وفي السياق، صادق المجلس الوزاري على نظام جديد يتعلق بعمله أعدّه مجلس الأمن القومي خلال الأشهر الأخيرة، بناءً على توصيات تقرير لجنة فينوغراد ولجنة تطبيقه التي يترأسها رئيس الأركان الأسبق أمنون ليفكين شاحاك. وقال أولمرت إن «النظام الجديد الذي أقرّه المجلس الوزاري يتناسب مع قانون سنّه الكنيست أخيراً من شأنه أن يحسّن عمل المجلس والجهات المختلفة التي تستعرض مواقفها أمامها».
ومن شأن التعديل الجديد التقليل من تأثير الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) على قرارات المجلس الوزاري المصغّر.
إلى ذلك، لا تزال عمليات الدهس في القدس المحتلة تشكّل هاجساً لرجال الأمن الإسرائيليين، الذين أقرّوا بالعجز عن القدرة على التنبّؤ بها، وخصوصاً بعدما جزموا بأن العمليات الثلاث الأخيرة كانت «فردية». وخيار التعاطي مع العمليات اليوم بات اعتبار الجرافة أو السيارة سلاحاً يوازي الحزام الناسف أو السيارة المفخخة لتبرير هدم منازل المنفذين.