نيويورك ــ نزار عبودفشلت جلسة مجلس الأمن الدولي، التي عقدت على المستوى الوزاري أمس، في التوصل إلى أي نتيجة بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفيما ركزت المطالب العربية على وقف الاستيطان، انشغل ممثلو الدول الغربية بإدانة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمطالبة بالإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط.
الامتعاض العربي من الاجتماع، عبّر عنه الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بالقول «إن التحجج بضرورة التفاوض مع إسرائيل من أجل وقف الاستيطان غير سليم لأن المفاوضات مستمرة مع الفلسطينيين من دون جدوى». وتساءل «هل هناك عقد بين الله والمستوطنين يمنحهم الحق في الاحتلال والاستيطان؟» وأرى أن «كل الاجتماعات بما في ذلك اللجنة الرباعية ما هي إلا وسيلة للمماطلة والتسويف». وأضاف «جئنا لنحذر من غياب الأمل والأفق بما يجعل السلام سراباً، ولا نقبل إهانة لذكائنا».
وخلال الجلسة، دعا وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، إلى وضع حد للعدوان الإسرائيلي على الأرض والإنسان في الأراضي المحتلة، محذراً من أنه مع «اغتصاب الأراضي لن يكون هناك سلام». وأضاف «نطلب هنا إعلاناً ضد الاستيطان. الوقت جوهري، والشعور باليأس والإحباط بلغ مستويات قصوى».
بدوره، شرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمام المجلس وأمام الجمعية العامة، مدى اليأس في الصفوف الفلسطينية من المماطلة في تحقيق السلام، ولا سيما في ظل الاستيطان. وعرض خرائط على المجلس توضح تطور قضم الأراضي منذ عام 1939. وقال إن المستوطنات وصلت إلى نهر الأردن وقسمت الضفة إلى أكثر من أربعة كانتونات. وقال إن «الاستيطان سيكون معطلاً لأي عملية سلام لأنه سيؤثر على قضايا أخرى مثل المياه والحدود والقدس والوجود الديموغرافي الفلسطيني»، لكنه أكد أنه سيواصل عملية السلام لأن «السلام ثمين جداً جداً».
وردت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة، غابريلا شاليف، بالقول إن «إيران وحزب الله وسوريا وحماس هم السبب في العرقلة، وليست إسرائيل التي تخلت عن مستوطنات سيناء وغزة عندما حان الوقت». ونددت بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي «يدعم المنظمات الإرهابية».
وانتقد وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير، الاستيطان. وأعرب عن «قلق الاتحاد الأوروبي»، لكنه هاجم إيران بشدة. وقال إن مواقف الرئيس نجاد وتهريب السلاح تهدد أي تسوية، وطالب بالإفراج عن جلعاد شاليط.
وشددت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، على أن «اللجنة الرباعية هي المكان الملائم لمثل هذه النقاشات». وأضافت «لا بد للمجتمع الدولي أن يرفع الصوت ضد الإرهاب بكل أشكاله، وضد اللغة التي استخدمها الرئيس الإيراني في الجمعية العامة».
ورأى وزير خارجية إيطاليا، فرانكو فراتيني، أن إيران «تمثل تهديداً خطيراً» على المنطقة، فيما هاجم وزير خارجية بريطانيا، ديفيد ميليبان، حماس وحزب الله، ورأى أن تسلّحهما يهدد السلام. وأعرب عن أسفه لأن المجلس لم يتفق على إدانةٍ لتصريحات نجاد الأخيرة.