يحيى دبوقعرض قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، اللواء يئير غولان، أمس، المخاطر والتحديات التي تواجهها، داعياً الإسرائيليين الى «عدم الوقوع في وهم الغطاء الدفاعي المطلق»، ومشيراً إلى أنه «لا مكان يمكن الفرار إليه تجنباً للصواريخ».
ورأى غولان، في مقابلة مع «يديعوت أحرونوت»، أن «الخشية الرئيسية لدى المؤسسة الأمنية اليوم، تنبع من انتقام حزب الله لاغتيال (قائده العسكري) عماد مغنية، وأن هذه الخشية هي التي تشغل أيضاً اهتمام الجبهة الداخلية بنسبة كبيرة». وأضاف «نحن ندرك أنه إذا نفذ حزب الله ما يتوعدنا به، فسنكون الهدف بالمفهوم الواسع. يمكن أن يكون الهدف سفارة إسرائيلية في الخارج أو أهدافاً تخص الجالية اليهودية. لذلك أجرينا سلسلة مناورات وألعاب حرب».
وأشار غولان إلى أن «حرب لبنان الثانية أوضحت نهائياً ما ظهرت بوادره منذ حرب الخليج، وهو أن العمق الإسرائيلي تحول الى جبهة». وأقرّ بأن «تهديد الصواريخ ملموس، واستعدادنا لا يرمي الى وقف الصواريخ، بل الى دفع المواطن كي يتصرف بطريقة صحيحة».
وأضاف أن «من يعلق الأمل على الرد الذي ستوفره المنظومات التي تُبنى ضد الصواريخ، يضلل نفسه وغيره». وتابع «ممنوع خلق وهم يفيد بأنه سيكون فوق دولة إسرائيل نوع من القبة الحديدية، بحيث لا يمكن للصواريخ اختراقها. فما يُبنى سيقدم رداً على الصواريخ الثقيلة فقط؛ على الرؤوس المتفجرة النووية أو الكيميائية، لا على صواريخ الكاتيوشا».
وفي موضوع التهديد النووي، يقول غولان إن «المجال الدفاعي في هذا السياق معقد جداً، وهو شبه مستحيل». وفي تطرقه الى الموضوع اللبناني، لا يرى غولان حاجة لإخلاء مكثف وموسّع للسكان في حال اندلاع الحرب، ومع ذلك يُعلن تفهمه لاعتبارات من يختار عدم البقاء ضمن مدى الصواريخ. وأضاف «نحن لن نساعد الناس على الوصول الى مكان آخر، أمامنا مهام أكثر أهمية. يجب أن ندرك: معظم الصواريخ التي لدى حزب الله هي من نوع كاتيوشا، هذا يعني أن احتمال تضرر الموجود في مكان مسقوف، ضئيل. أما الصواريخ البعيدة المدى فتلغي الفوارق بين الشمال والوسط والجنوب. ذلك أن المدى أطول، والصواريخ أكثر فتكاً. عندها الى أين المفر؟».
ويُجمل غولان هذا الموضوع بالقول «لا مفر. ذلك أن وجودك في هذه المستوطنة أو تلك لا يعني أنك أكثر أو أقل أمناً. أنا لا أرى الى أين سيهرب فجأة كل سكان غوش دان؟ الى أين سيختفون؟ يجب الحديث عن قدرة الصمود، عن السلوك الصحيح».
وبالنسبة إلى غزة، كشف غولان عن أنه قام في الآونة الأخيرة بتوسيع قيادة الجبهة الداخلية استعداداً لإمكان إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل بعمق 30 كيلومتراً. ويضيف «أنه ما دام الوضع مستقراً فهذا جيد جداً، لكن عندما ينفجر الوضع، وحتى لا نخدع أنفسنا، سنجد أنفسنا أمام منظمات إرهابية مع قدرات محسنة على مستوى مدى الصواريخ وحجم الرأس المتفجر، وهذا ما يمثّل مشكلة».