دمشق ــ الأخبارتتّجه الأنظار إلى طهران، حيث من المرتقب أن يصل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، في زيارة وصفتها مصادر سورية بأنها «مفصلية»، ولا سيما أنها تأتي في ظل الانفتاح الأوروبي على دمشق وقبول الأسد الوساطة في الملف النووي الإيراني، ووسط أنباء إسرائيلية عن «استعداد سوري للابتعاد عن طهران من أجل التوصل إلى سلام».
ومن المرتقب أن تستمر زيارة الرئيس السوري يوماً واحداً. وبحسب مصادر إيرانية، سيلتقي الأسد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد للبحث في «القضايا الإقليمية والدولية والمسألة النووية وتعزيز العلاقات الثنائية».
وكان الأسد قد وجه أمس كلمة إلى القوات المسلحة، في الذكرى الثالثة والستين لتأسيس الجيش السوري، قال فيها إن «بناء القوات المسلحة وتعزيز قدراتها في مختلف صنوف الأسلحة يتبوأ أهمية خاصة على الدوام في الاستراتيجية الوطنية في إطار مفهوم شامل للأمن الوطني يطاول مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والشؤون العسكرية، وبما يجعل منه مفهوماً تنموياً حيوياً يوحّد كل الجهود ويوظف القدرات التوظيف الأصح ويعضد مكامن القوة».
في هذا الوقت، لا يزال وزير الخارجية وليد المعلم في طهران، حيث حضر مطلع الأسبوع الجاري اجتماعات وزراء دول عدم الانحياز. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» عن المعلّم قوله إن «سوريا تبذل جهدها لإنجاح المحادثات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل عبر الوسيط التركي». وأضاف أنه «لم يُتَوَصّل بعد إلى نتيجة خاصة بهذا الشأن».
وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن استنتاج مبعوثي رئيس الوزراء الإسرائيلي لمحادثات السلام مع سوريا هو أن «بالإمكان التوصل لسلام تاريخي وأن الجانبين أبلغا الوسيط التركي بأنهما مستعدان لدفع ثمن اتفاق سلام». ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «الأسد ليس غبياً، وهو يدرك أن موقعه بين (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله ونجاد يلحق ضرراً بسوريا، وهو يريد العودة إلى الغرب ومستعد لدفع الثمن ويعرف أنه سيضطر للخروج من محور الشر». وأضافت «معاريف» أن التقديرات لمسار المفاوضات ستقود إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا يشمل بنوداً عديدة، منها انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان وتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح. ولفتت إلى أن أكثر المسائل المثيرة في الاتفاق هي كيفية صياغة الفصل الذي يتحدث عن ابتعاد سوريا عن إيران، موضحة أنه سينص على «ألا تتعاون سوريا مع دول أو منظمات تنشط ضد إسرائيل». ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مقربة من المفاوضات قولها إن «السوريين قالوا بوضوح للوسطاء الأتراك إنهم يعون هذا المطلب، المتعلق بالعلاقات بين سوريا وإيران وحزب الله، ولا يرفضونه».
إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شاؤول موفاز، إن «مساعي إسرائيل للسلام مع سوريا يجب أن تستمر من دون شروط مسبقة بعد أن يترك أولمرت منصبه». وأضاف: «السبيل هو السلام مقابل السلام».