باريس ــ بسّام الطيارةمع مضيّ المهلة الغربية المعطاة لطهران، من دون تلقّي جواب على عرض الحوافز المقدّم من مجموعة الـ«5 + 1»، عادت العقوبات لتطلّ برأسها على الملف النووي الإيراني، ولا سيما أن تسريبات «اجتماع جنيف» في 19 تموز، الذي جمع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، إضافة إلى ممثلي الدول الست، تؤكد أن الأمور «ذهبت في اتجاه سلبي متوتر» وباتجاه عقوبات جديدة، أكد مساعد مدير الإعلام في وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، «أنها قد تأتي خلال أيام». وأضاف أن «الأوروبيين بصدد صياغة موقف مشترك للذهاب نحو تنفيذ القرار ١٨٠٣بفعالية قصوى».
وأشارت مصادر مقرّبة جداً من ملف المفاوضات إلى أن «اجتماع جنيف» كان بمثابة «حوار للطرشان». وأضافت أن المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا افتتح الاجتماع بالتذكير برسالة الحوافز التي سلّمت إلى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، وطلب من سعيد جليلي «جواباً إيجابياً على مبدأ التجميد المزدوج المتبادل». وشدد على ضرورة «قول نعم» على هذا العرض.
وبحسب المصدر، فإن جليلي، بعدما طلب توضيحاً بشأن «إطار المفاوضات الجارية» متسائلاً عما إذا كانت تجري «بين أصدقاء أو شركاء أو أعداء»، «أجاب في وادٍ آخر» على حديث سولانا؛ لم يتطرق إلى مبدأ التجميد، بل تحدث عن «قوة إيران ودورها الإيجابي في المنطقة» ولوّح إلى «الإمكانات الهائلة» التي تمتلكها خصوصاً في مجال «محاربة الإرهاب» ودورها «الأساسي في المحافظة على توازن أمن الطاقة في العالم».
وقال المصدر إن حديث جليلي «طال الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي» إذ لوّح بإمكان حل «صراع يعود إلى ستين سنة»، كما أشار إلى «الانفتاح الممكن» بين طهران وواشنطن. وشدد على أن «العرض الإيراني هو بمثابة مجموعة فرص» دعا مجموعة الستة لاقتناصها «وعدم الالتفات نحو التحديات».
وحاول بيرنز ترطيب الأجواء، بعدما توتر سولانا الذي صرّح بحدّة «إن المفاوضات تدور منذ سنوات ونريد جواباً»، فأكد أن الولايات المتحدة «تسعى بجدّ لحل دبلوماسي» وأن حضوره شخصياً هو أفضل دليل. وألحّ الممثل الروسي على الحصول على «رد إيجابي فوراً» على عرض الحوافز. وبحسب المصادر، فإن جليلي اغتنم «الفسحة الإيجابية هذه» لتقديم «عرض مضادّ لسلة الحوافز» على شكل «وثيقة مطبوعة على صفحتين». واتفق كل من اطّلع على هذه الوثيقة على أنها كتبت لتقدم «عرضاً واهياً غير مرتبط بأي فترة زمنية محددة» هدفه «التحضير للّقاء على مستوى الوزراء لمفاوضات سياسية» من دون أن يتطرق لمبدأ تجميد التخصيب.
وحاول سولانا «سحب جواب لا يقتل المفاوضات» فطلب مرة أخرى إلى جليلي الإجابة عن سؤال حول «قبول أو رفض عرض التجميد المزدوج، فجاءه الجواب من الطرف الإيراني حازماً برفض العرض». واتفق الستة على «عدم سحق أمل المفاوضات» بناءً على هذا الجواب وقرروا إعطاء المهلة، التي انتهت أول من أمس.