مهدي السيدواصلت المحافل الأمنية الإسرائيلية مسلسل تحذيراتها من مغبّة تنفيذ حزب الله عملية تستهدف أهدافاً إسرائيلية في الخارج، انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية، حيث حطت سحابة التوقعات في غرب أفريقيا هذه المرة، بعدما كانت قد جالت أماكن أُخرى من العالم.
وكشفت صحيفة «هآرتس» النقاب عن أن ثمة مخاوف تسود في الآونة الأخيرة المؤسسة الأمنية، تتعلق بتخطيط حزب الله للقيام بهجوم يستهدف «إسرائيليين في غرب أفريقيا»، انتقاماً لاغتيال مغنية.
وربطت الصحيفة بين وجود جالية عربية كبيرة في غرب أفريقيا، تضم عدداً من الشيعة اللبنانيين، وبين توقعات المحافل الأمنية الإسرائيلية بحصول رد حزب الله هناك. كما ذكرت الصحيفة أنه من بين السيناريوهات التي طُرحت في إسرائيل في أعقاب اغتيال مغنيّة، جرى الحديث عن احتمال أن ينشط حزب الله ضدّ إسرائيليين في دولة من العالم الثالث، التي يمكن التوغل إليها نوعاً ما بسهولة بسبب ضعف الإجراءات والحماية فيها.
وترجح التوقعات الإسرائيلية أن يلجأ حزب الله إلى تنفيذ عمليّة من دون أن يُعلن مسؤوليته عنها، على غرار ما حصل في عمليتي «الأرجنتين» بداية التسعينات، وذلك كي لا يضطر إلى تحمل النتائج السياسيّة المنبثقة عنها.
وبسبب هذا الخوف، تضيف الصحيفة، تقرر في المؤسسة الأمنية اتخاذ خطوة فوريّة مغايرة عن الخطوات التي كانت تتم في السابق، حيث كانت هيئة مكافحة الإرهاب تصدر «تحذيراً بالسفر» علناً إلى الإسرائيليين المتوجّهين إلى المنطقة المستهدفة أو الماكثين فيها. وعوضاً عن ذلك، سافر ممثلون إسرائيليون إلى التجمعات الإسرائيلية هناك وحذّروهم، مع العلم أن آلاف الإسرائيليين يسكنون في غرب أفريقيا، ومن بين الأعمال التي يزاولونها مشاريع البناء الضخمة وتجارة الألماس.
وأعادت الصحيفة التذكير بالمعلومات التي سبق تداولها في إسرائيل، والتي تفيد أنه حتى اليوم «جرى الكشف على الأقل عن خطة متقدمة واحدة لانتقام حزب الله أُحبطت قبل حوالى شهرين عندما اعتُقل نشطاء شيعة يرتبطون بحزب الله في كندا، كانوا على ما يبدو يتعقّبون أهدافاً إسرائيلية».
وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، وفق «هآرتس»، إلى أن حزب الله يبحث الآن عن طريقة «لإغلاق الحساب» في «قضيّة مغنيّة» وأنه لن يحافظ كثيراً على الحذر الذي أظهره مع اقتراب إنهاء صفقة تبادل الأسرى، عندما خشي من عرقلة التبادل.
في سياق آخر، ذكرت «هآرتس» أن المجلس الوزاري السياسي ـــــ الأمني المصغر سيناقش غداً مسألة تسلّح حزب الله، في مقابل تشديد اللهجة الإسرائيلية حول العلاقات العسكرية بين سوريا والحزب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو النقاش الثاني في الموضوع، الذي يُرتقب أن يتخذ خلاله المجلس الوزاري المصغر قرارات، على عكس الجلسة السابقة التي جرى فيها عرض تقارير استخبارية.