رام الله ــ أحمد شاكرهجوم إسرائيل والسلطة الفلسطينية على مقاومة الضفة الغربية كان واضحاً في الآونة الأخيرة، عبر حملات الاعتقال التي تتكثّف حيناً وتهدأ حيناً آخر، إلى أن تبلورت أخيراً في اتفاق رسمي بين الدولة العبرية وسلطة رام الله لتطويق نشاطات فصائل المقاومة فيها.
وكشف مصدر أمني فلسطيني مطلع، لـ«الأخبار» أمس، عن أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل اتفقتا قبل نحو شهر على التعاون رسمياً لوقف أي نشاط لفصائل المقاومة من الضفة الغربية وملاحقة عناصر حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس» وكوادرهما وعناصر أخرى يدعمها حزب الله اللبناني.
وقال المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، إن «الاتفاق هو الأول منذ عودة اللقاءات الأمنية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل نحو عام، عقب أحداث قطاع غزة والحسم العسكري الذي نفذته حماس». وبرر الاتفاق بأن «هناك خطورة على كيان السلطة الفلسطينية، ما حدا أجهزة الأمن إلى الاتفاق مع نظيرتها الإسرائيلية على تقليل حضورها في مدن الضفة الغربية في مقابل تعهد هذه الأجهزة حفظ الأمن وإحباط أي هجوم محتمل على إسرائيل وملاحقة العناصر المشتبه بتعاونها مع المقاومين».
وأوضح المصدر نفسه أن «عشرات المعتقلين يقبعون في سجون السلطة، وخاصة في سجون مدن رام الله ونابلس وجنين، وهم 150 عنصراً من حركة الجهاد الإسلامي و100 عنصر من حركة حماس، و60 عنصراً موالين لحزب الله، وهم من المقاومين».
واعتقل أول من أمس ثلاثة من عناصر «سرايا القدس»، التابعة للجهاد الإسلامي في جنين، عقب اجتماع أمني فلسطيني ـــــ إسرائيلي. ورأت حركة «الجهاد» أن استمرار قادة الأجهزة الأمنية والمشرفين عليها في عقد اللقاءات الأمنية مع «العدو الصهيوني هو تجاهل واضح للإجماع الوطني الفلسطيني الرافض لهذه اللقاءات التي تمثل خطراً حقيقياً على مصالح الشعب الفلسطيني، وخصوصاً أن التجربة أثبتت أن التنسيق الأمني مع العدو يصب في المصلحة الإسرائيلية، ولم يعد بأي فائدة على شعبنا».
وأشارت «الجهاد» إلى أن هذه اللقاءات تهدف إلى «معرفة تحركات المقاومين ومتابعة تطبيق الخطط الأمنية التي تحفظ أمن الاحتلال وتحاصر المقاومة وتمنعها من التصدي للاعتداءات والهجمات التي يقوم بها جنود العدو ومستوطنوه».
بدورها، استنكرت حركة «حماس»، في بيان، «وقاحة الأجهزة الأمنية» بعد التنسيق العلني مع الاحتلال واعتقال مقاتلي «سرايا القدس». وأشارت إلى أن «هذه الأجهزة رافقت بكل وقاحة سيارات الجيش الصهيوني من حاجز سالم العسكري غربي مدينة جنين وحتى وسط المدينة بمسافة تقدر بـ12كيلومتراً».
وأبدت «حماس» استغرابها مما وصلت إليه «سلطة (الرئيس محمود) عباس وأجهزته الأمنية من تنسيق علني وقح مع من يحتل أرضنا ويقتل صغيرنا وكبيرنا». كما أبدت استغرابها من «استخفاف هذه الأجهزة بعقول الناس بادعائها الوطنية، في الوقت الذي يراها فيه الناس علانية جنباً إلى جنب مع الصهاينة تحميهم وتدافع عنهم».