مع بدء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى الشرق الأوسط، يبدو أن ملامح جديدة لـ«التسوية» بدأت ترتسم، تقوم على ابتكار جديد يمكن تسميته «وديعة أولمرت»، نسبة إلى اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لـ«اتفاق رف» مع السلطة الفلسطينية، يكون أساساً لأي مفاوضات اتفاق نهائي في المستقبل.وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية التزمت طيلة الفترة الماضية الصمت في ما يتعلّق بالمقترح الذي تناولت الصحف الإسرائيلية بعض أجزائه، إلا أنه بات من الواضح أن واشنطن تتبنّى الاقتراح وتسعى إلى الترويج له باعتباره «الخيار الأخير» بالنسبة إلى جهود اتفاق السلام وتطبيق وعد الرئيس الأميركي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية العام الجاري.
«دولة» يبدو أنها ستكون أشبه بـ«محمية إسرائيلية»، في ظل البنود التي تزخر بها اقتراحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار» أنها تتضمّن «منطقة أمنية في غور الأردن خاضعة لسلطة الاحتلال، ومحطات إنذار مبكر في22 ثلاث مناطق في الضفة الغربية، وحق إسرائيل بالتوغل في عمق الدولة الفلسطينية، التي ستكون منزوعة السلاح».
وأشارت المصادر إلى أن الحديث في الاقتراح ليس على 93 في المئة من أراضي الضفة الغربية، على غرار ما يروّج له في الإعلام العبري. فالمعروض هو «نقل السيطرة على 66 إلى 70 في المئة من الضفة الغربية»، ما دامت الأغوار والقدس المحتلة غير مشمولتين في الاقتراح الإسرائيلي. وأضافت أن أساس بحث ملف اللاجئين هو «التعويض والتوطين».
وكشفت المصادر أن تبادل الأراضي الوارد في الاقتراح لن يكون حكراً على الفلسطينيين والإسرائيليين، بل سيتضمن مشاركة مصر، التي ستعطي الفلسطينيين «ضعف مساحة قطاع غزة من سيناء»، على أن تعوّضها إسرائيل بأن تأخذ مصر نصف مساحة القطاع من صحراء النقب، ويُسمح بوصل الأردن والقاهرة عبر نفق قرب إيلات في خليج العقبة.
من جهة أخرى، بدأت القاهرة باستضافة الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوارات ثنائية، تمهيداً لحوار شامل يعقد في العاصمة المصرية لاحقاً. وكان الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، رمضان عبد الله شلّح، أول الواصلين إلى القاهرة، حيث سيعقد لقاءات اليوم مع مدير الاستخبارات، عمر سليمان.
غير أن المصالحة الفلسطينية تصطدم بانقسامات داخل حركة «فتح» نفسها، التي تنخرها الخلافات. وتشير مصادر مطلعة إلى أن «فتح من دون مصالحة داخلية لا يمكن أن تتجه إلى الحوار مع حركة حماس». وتساءلت «كيف ستذهب إلى هذا الحوار وفيها أطراف مؤيدة وأخرى مستفيدة من الوضع القائم، وثالثة معارضة بشدة للحوار مع الحركة الإسلامية؟».
إلى ذلك، نجحت سفينتا كسر الحصار على غزة في الوصول، أول من أمس، إلى شواطئ القطاع، حيث استقبلتهما وفود شعبية. ومنح رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، ركابهما الجنسية الفلسطينية.