نجحت سفينتا «الحرية»، في تسجيل خرق غير مسبوق للحصار المفروض على القطاع، بوصولهما إلى ميناء غزة، بعد تراجع الاحتلال عن تهديداته باعتراض خط سيرهما
غزة ــ قيس صفدي
بعد وصولهما إلى ميناء غزة، سلطت سفينتا «الحرية»، اللتان انطلقتا من ميناء لارنكا القبرصي وعلى متنهما 44 متضامناً من 14 دولة، الضوء على مسؤولية العرب إزاء تطبيق مقررات القمم العربية، وكسر الحصار المفروض على غزة منذ منتصف حزيران 2007.
وشكر الرئيس محمود عباس، في اتصال هاتفي، رئيسة لجنة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني هويدة عراف وفريقها «على ما بذلوه من جهود لكسر الحصار»، معرباً عن أمله أن «تكون هذه الخطوة بداية حقيقية لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة».
ووصلت السفينتان مساء أول من أمس إلى ميناء غزة الصغير، حيث كان في استقبالهما مئات الفلسطينيين في قوارب للصيد. وبحسب المتضامنين، واجهت رحلة السفينتين، التي تحمل إحداهما أطرافاً اصطناعية وألعاباً للأطفال، عقبات كثيرة نتيجة الأمواج العاتية من جهة، وتشويش سلطات الاحتلال على أجهزة الاتصالات، قبل أن تعلن أنها لن تعترض طريقهما.
واستغلّ رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية هذه المناسبة، بدعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وبعض وزراء الخارجية العرب إلى زيارة غزة، وتطبيق قرارات الجامعة العربية بكسر الحصار.
وشدد هنية، خلال استقباله المتضامنين الأجانب في منزله في مخيم الشاطئ في غزة أمس، على «ضرورة إنهاء الحصار وفتح معبر رفح»، مشيداً «بروح المبادرة والشجاعة التي تحلى بها المتضامنون مع غزة». وخاطبهم قائلاً: «أنتم حاصرتم الحصار بشجاعتكم».
ورافق هنية المتضامنين في جولة داخل شوارع وأزقة مخيم الشاطئ الساحلي الفقير، لإطلاعهم على حجم المعاناة التي يعايشها الفلسطينيون. وقال المتحدث باسم حكومة هنية، طاهر النونو لـ«الأخبار»، إن رئيس الوزراء المقال «منح المتضامنين جواز السفر الفلسطيني، وقلدهم وسام فلسطين لكسر الحصار تقديراً لخطوتهم الجريئة».
وكان المتضامنون قد أعربوا عن سعادتهم بنجاح رحلتهم لكسر الحصار عن غزة. ووصف المتضامن الفرنسي بول لودريه الوصول إلى غزة، بأنه بمثابة «حلم حقيقي تحقق»، قائلاً: «ما فعلناه تحدٍّ من الشعوب في العالم للحصار والظلم». وأعلن متضامن إيرلندي أنه «تنازل عن جنسية أميركية كان يحملها، ويتمنى لو أنه يحصل على جنسية فلسطينية».