«إيران نووية هي خط أحمر». خلاصة توصلت إليها القيادة الإسرائيلية، بعدما حسمت السجال الداخلي في الخيارات المتاحة أمام التعامل مع طهران لمصلحة إعطاء العالم فترة سماح لمدة 18 شهراً، تفترضها الدولة العبرية كافية لإسقاط «نظام الملالي» بالعقوبات الاقتصادية، وإلا فهي «ستعمل بقوة كبيرة وباستقلالية» لتحقيق هذا الهدف.وذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن كبار القادة الأمنيين والسياسيين في إسرائيل وصلوا إلى خلاصة تفيد بأنه «إن لم يسقط نظام آيات الله في غضون العام المقبل، وإن لم يوجه الأميركيون ضربة عسكرية إلى طهران، وإن لم تؤدّ العقوبات إلى كسر مشروعها النووي، فإن إسرائيل ستضطر للتحرك بقوة»، مشيرة إلى أن «التحضيرات لخيار عسكري إسرائيلي هدفه، بشكل أو بآخر، إحباط المشروع النووي الإيراني، هي في الذروة، وهذا يعني أن هناك احتمال تدهور إقليمي خلال عام إلى عام ونصف».
بيد أن بين القرار الإسرائيلي وتنفيذه عقبات، أهمها الضوء الأخضر الأميركي الذي تسعى تل أبيب إلى الحصول عليه من دون نجاح. وأشار بن كسبيت، في «معاريف»، إلى أن «إسرائيل لا تحتاج إلى هذا الضوء لاعتبارات سياسية فقط، بل عملانية أيضاً»، ذلك أن «الطريق الجوي الأقصر إلى إيران يمر عبر العراق الذي يسيطر عليه الأميركيون وسنكون بحاجة إلى تصريحهم وشيفرات سرية منهم للتحليق فوقه». ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن «الأميركيين يتقبلون إيران نووية ويحاولون أن يقنعونا أيضاً بأن نقبل بذلك، لكننا لا نقبل به».
ومن بين المحاذير الإسرائيلية في هذا الإطار موقع سوريا في أي مواجهة عسكرية بين تل أبيب وطهران، التي أعلنت أمس أن لديها 4000 جهاز طرد مركزي، ويجري تركيب 3000 جهاز آخر.
وفي السياق، وضع بن كسبيت التفاوض مع دمشق في خانة الاستعداد الإسرائيلي للخيار العسكري ضد طهران على قاعدة «تحييد سوريا (وإخراجها) من دائرة الرعب تمهيداً لاشتعال محتمل». وأشار إلى أن سيناريوات الحرب الإسرائيلية قبالة سوريا تفترض سقوط مئات الصواريخ السورية في العمق الإسرائيلي ستؤدي إلى مقتل نحو 1000 مدني إسرائيلي، فضلاً عن مقتل نحو 1500 جندي في الاجتياح البري للأراضي السورية. وأضاف أن «السوريين يعون هذا الأمر». ونقل عن رئيس الوزراء إيهود أولمرت قوله، في اجتماعات مغلقة، أن الرئيس السوري بشار الأسد «رجل حكيم وذكي وهو يعرف تماماً ما يريد أن يكون وما لا يريد أن يكون، ولديه قدرة على ضبط النفس واحتواء أزمات، وهو لا ينتمي إلى هذا العالم من الإسلام المتطرف». إلى ذلك، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم إن مسارعة سوريا للاستفادة من النزاع في جورجيا ومن الشرخ الروسي ـــــ الأميركي للتقرب من موسكو يبدو أنه «إشارة إلى أن دمشق غير مهتمة بمفاوضات جدية مع إسرائيل حتى بمشاركة الولايات المتحدة».
(الأخبار)