علي حيدرتتعالى الأصوات داخل الأروقة الحاكمة في إسرائيل، منذ فترة، مطالبة بإطلاق سراح مروان البرغوثي، في محاولة لتفويت الفرصة على «حماس» لحصد الثناء على تحريره في الصفقة المتوقعة لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
على الأقل هذا ما أفادت به أمس صحيفة «معاريف»، التي أوضحت أنه جرت في الفترة الأخيرة نقاشات عديدة تناولت قضية البرغوثي، مشيرة إلى أن «جهات كثيرة عبّرت في الماضي عن معارضتها لإطلاق سراحه، عادت وعبّرت الآن عن تأييدها لذلك، أو على الأقل خفضت من مستوى معارضتها». وأرجعت «معاريف» سبب بحث هذه القضية من جديد إلى أن «حماس أدخلته ضمن قائمتها في إطار عملية تبادل الأسرى».
وشككت «معاريف» في إقدام رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في ظل وضعه الحالي، على إطلاق سراح البرغوثي. وفي الوقت نفسه، وصفت موقف أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك بأنه «غامض». ونقلت عن أولمرت موافقته، في أحاديث مغلقة، على إطلاق سراح البرغوثي بشروط معينة. أما باراك، فنقلت عنه قوله، في مقابلة له، إنه «لم يكن هناك حاجة إلى اعتقال البرغوثي» من دون أن يعبّر صراحة عن موقفه من تلك القضية.
في المقابل، أوضحت الصحيفة أن عدداً من الوزراء والشخصيات العامة يؤيدون إطلاق البرغوثي، بينهم عضو الكنيست حاييم أورون، «الذي يواظب على اللقاء به في السجن، وكل من الوزراء، بنيامين بن اليعازر، وجدعون عزرا، ونائب وزير الدفاع متان فيلنائي وآخرين، فيما يعارض ذلك وزير الأمن الداخلي آفي ديختر وجهاز الشاباك وجهات أمنية أخرى».
وكان رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، قد أكد أول من أمس، في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، نبأ «مطالبة حماس بالبرغوثي». ووصف القيام بذلك بأنه «كارثة، ويسبب ضرراً شديداً لإسرائيل».
وتلتقي جهات استخبارية أخرى مع ديسكين في موقفه، وتقدّر أن «إطلاق البرغوثي في إطار صفقة تبادل مع حماس سيمثّل ضربة قاضية للسلطة الفلسطينية، وسيعدّ بمثابة شهادة وفاة رسمية لأبو مازن وتعزيزاً شديداً لحماس في الضفة الغربية. ولذلك، تدعو جهات عديدة في إسرائيل إلى أن يكون إطلاق البرغوثي لمصلحة أبو مازن، قبل صفقة التبادل مع حماس، بهدف تعزيز السلطة الفلسطينية والمعتدلين».
وأشارت «معاريف» إلى أن أولمرت أعلن في الفترة الأخيرة أنه سيقدم على مبادرة إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لمصلحة السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن لديها معلومات عن أنه سيجري في إطار هذه المبادرة «تحرير سجناء ملطّخة أيديهم بالدماء» من الذين نفذوا عمليات تعود إلى ما قبل اتفاقات أوسلو. وأضافت الصحيفة أنه «إذا ما نضجت نية إطلاق البرغوثي وأصبحت قراراً، سيُضم إلى هؤلاء السجناء الذين سيفرج عنهم، قبيل انقضاء ولاية الإدارة الأميركية الحالية وفي إطار «وثيقة إنجازات» إسرائيلية ــــ فلسطينية تلخّص كل ما أُحرز بالتفاوض بين الطرفين قبيل السنة المقبلة».