غزة ــ قيس صفديلم تمض ساعات على إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جولة حوار في القاهرة، حتى جاء الرد من «حماس» مستهجناً عدم علمها بأي جهود جديّة مرافقة لإعلان أبو مازن، علاوة على عودة الحرب الإعلامية بين طرفي النزاع الفلسطيني، مع مطالبة الحركة الإسلامية بإقالة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، متوعدّة بـ«محاكمته».
وتعليقاً على إعلان عباس، أول من أمس، عقد جولة حوارية في القاهرة قريباً، نفى المتحدث باسم حكومة إسماعيل هنية، طاهر النونو، لـ«الأخبار»، أي علم للحكومة بوجود جهد حقيقي لرعاية مصر للحوار الوطني، مشيراً إلى أنه «لم نتلقّ أي دعوة بهذا الخصوص».
ولمّح وزير الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، في مؤتمر صحافي عقب لقائه ممثلين عن «الجهاد» والجبهتين الشعبية والديموقراطية في مدينة غزة، إلى عدم جدية عباس لاستئناف الحوار. وقال إن «المشكلة ليست في التصريحات وإطلاق المبادرات، بل في التنفيذ والتطبيق والشروع الفوري».
بدوره، قال المتحدث باسم حركة «الجهاد»، داوود شهاب، إنه «لا جديد في موضوع الحوار، وهناك أفكار تطرح لبدء حوار هنا في غزة، لكن هذا الأمر مناط بموافقة الإخوة في حركة فتح، وحتى الآن الحركة ترفض هذا الاقتراح».
وفي سياق الحرب الكلامية، دعت حكومة اسماعيل هنية فصائل منظمة التحرير إلى طرد أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة. وقال النونو إن «وجود عبد ربه في اللجنة التنفيذية للمنظمة، فيما لا يمثل إلا نفسه، هو عار في تاريخ شعبنا».
وكان عبد ربه قد طالب النائب العام في سلطة رام الله، أحمد المغني، بالتعميم على الجهات المختصة لاعتقال صيام، ومطالبة مصر بمنعه من دخول أراضيها، رداً على مصادرة وزارة الداخلية في غزة بطاقتي هوية عضوي اللجنة التنفيذية عن حركة «فتح» زكريا الآغا ورياض الخضري ومنعهما من مغادرة غزة إلى رام الله، بدعوى عدم التنسيق وإبلاغ الجهات المختصة بنية المغادرة.
وأكد النونو أنه «سيأتي اليوم الذي يحاكم فيه شعبنا عبد ربه ومن على شاكلته على جرائمه، وأهمها التنازل عن حقوق الشعب في المؤتمرات والمنتديات الدولية، وتحريضه على المقاومة وعبثه في الساحة الداخلية لخدمة مصالح الاحتلال والإدارة الأميركية».
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الفلسطيني اليوم زيارة إلى القاهرة تستغرق يومين يبحث خلالها مع نظيره المصري حسني مبارك العراقيل التي تمنع انطلاق الحوار الفلسطيني.
وفي تطور ميداني خطير على الساحة الغزاوية، استشهد خمسة فلسطينيين، هم أربعة مقاومين في كتائب عز الدين القسام وطفلة، وأصيب 20 آخرون، في انفجار سيارة على شاطئ مدينة غزة.
والشهداء هم: أياد الحية، عمار مصبح، نضال المبيض وأسامة الحلو، وجميعهم من القادة الميدانيين في «كتائب القسام». واتهمت «كتائب القسام»، في بيان، «فلول التيار العميل الهارب (في إشارة إلى عناصر من حركة فتح) بالاستهداف الإجرامي للسيارة واستهداف رحلة من مسجد إلى شاطئ بحر غزة». وأضافت «إن الاحتلال وأذنابه من فلول التيار الخياني قاموا بارتكاب مجزرة شاطئ غزة».