ثلاثة أحداث رئيسية احتلت المشهد الإقليمي، أمس، تنوّعت معطياتها بين التوتّر المتصاعد على الساحة الفلسطينية ووأد الحوار قبل بدايته، و«التقارب» بين سوريا وإسرائيل، اللتين بدأتا جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة في اسطنبول. وأخيراً كانت الرؤية الاستشرافية المستجدّة للرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحيار في طهران، حيث أعلن «بداية حقبة جديدة»، القيادة فيها لـ«الأكثر كفاءة».الحدث الفلسطيني كان الأكثر سخونة، أمس، ولا سيما مع تهديد المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، بـ«انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية» في وجه «الاحتلال ووكلائه الأمنيين»، في إشارة إلى الاعتقالات المستمرة في الضفة لعناصر «حماس». ودعا الفلسطينيين في الضفة إلى «مواجهة عمليات الاستهداف للمقاومين التي تجرى بالتنسيق مع الاحتلال».
تحذير أبو زهري ترافق مع نعي رسمي للحوار الفلسطيني أطلقه القيادي في «حماس» محمود الزهار، الذي رأى أن الدعوة إلى الحوار «تأتي من باب العلاقات العامة، ولصرف الأضواء عن الجريمة الحقيقية التي ارتكبت بتوجيه من رام اللّه»، مستبعداً لقاءً بين وفد الحركة الذي يزور القاهرة حالياً والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في مقلب آخر، انطلقت في اسطنبول الجولة الرابعة من المفاوضات السوريّة ـــــ الإسرائيلية، وسط حديث من الدولة العبرية عن «جهود ميدانية سوريّة» تؤكد حسن نيات دمشق. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «سوريا قامت في الأيام الأخيرة بأعمال ميدانية تشير إلى جدّيتها بشأن المحادثات في إسرائيل»، من دون أن تفصح عن طبيعة هذه الأعمال، لكنها أشارت إلى أنه يمكن رؤيتها بالعين.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن رئيس الوزراء إيهود أولمرت «ارتياحه للخطوات السورية على الأرض، التي يرى فيها إشارات إيجابية بشأن النيات السورية في المفاوضات». ورأى «أن سوريا ستصل إلى نقطة حسم استراتيجية، حيث سيكون عليها الاختيار بين مواصلة الاتصالات مع إسرائيل، وعلاقاتها مع إيران وحزب الله».
وأوحت مصادر إسرائيلية بإمكان الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة في فترة قريبة، إذ نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية قولها إن سوريا وإسرائيل «تدرسان إمكان ضم ممثل أوروبي إلى المحادثات». وقدرت أن «سوريا يمكن أن توافق على المحادثات المباشرة من أجل ضم ممثل أوروبي لا أميركي إلى المفاوضات».
وسط حال التقارب السوري ـــــ الإسرائيلي، التي توحي بها الصحافة العبرية، كانت العاصمة الإيرانية تشهد إعادة تجميع لدول عدم الانحياز عبر وزراء خارجيتها. ورأى الرئيس محمود أحمدي نجاد، أمام الوزراء، أن «القوى العظمى في طريقها إلى الانهيار. ووصلت إلى نهاية حقبتها ونحن في بداية حقبة جديدة»، وقال إن «القوى السلمية والكفوءة يجب أن تتولى قيادة العالم». وتطرق إلى الموضوع النووي لبلاده، مشيراً إلى أن «القوى المتسلطة استخدمت كل قدراتها لتحرم إيران من حقوقها».