أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أن السياسة الأميركية تعمد إلى بث الفرقة بين المسلمين بهدف الحدّ من بناء الحضارة الإسلامية الحديثة. وأوضح، خلال احتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي يوم أمس، أنه منذ أثير موضوع الشيعة والسنّة في أدبيات السلطات والساسة الأميركيين، بدا واضحاً أن هؤلاء يبحثون عن مؤامرة جديدة أكثر خطراً من السابق.
وشدد خامنئي على أن الأميركيين يعارضون ذاتهم (يناقضون أنفسهم)، داعياً إلى عدم الانخداع بتصريحاتهم في دعم بعض الفرق. وذكّر بتصريحات الرئيس السابق جورج بوش، بعد أحداث 11 أيلول، التي تحدث فيها عن حرب صليبية، فيما تظهر في الواقع حرب «عالم الاستكبار» على الإسلام.
وأكد خامنئي أن السلطات الأميركية تعارض الإسلام أصلاً، «لذلك عمدت إلى تأسيس المجموعات الإرهابية، بما فيها داعش وفرق أخرى، (وقد) أسّست بأموال التابعين لأميركا ومساعداتهم السياسية، ما تسبب بالكوارث الحالية في العالم الإسلامي».
وفي سياق حديثه عمّا يبديه الساسة الأميركيون من موافقة للسنّة ومعارضة للشيعة، تساءل خامنئي عن أهالي غزة الذين تعرضوا للعدوان الإسرائيلي، وهم سنّة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أهالي الضفة المحتلة. وتابع قائلاً، إن التوجه الإسلامي هو عدو أميركا، وإنه لا فرق بين الشيعة والسنّة بالنسبة إلى وشنطن.
ومضى يقول: «الهدف الرئيسي لجبهة الاستكبار يتمثل في إثارة الحرب الأهلية بين المسلمين وتدمير البنی التحتية للبلدان الإسلامية، بما فيها سوريا واليمن وليبيا. إنه يجب عدم اللجوء إلی الصمت والاستسلام مقابل هذا المؤامرة، بل يجب الوقوف بوجه المؤامرات في ظل التحلي بالبصيرة».
في سياق آخر، أكد خامنئي أن إيران قبل انتصار «الثورة الإسلامية» كانت متخلّفة عملياً وسياسياً واجتماعياً، وكانت منعزلة من الناحية السياسية، مضيفاً أن الشعب الإيراني أظهر اليوم، بفضل الإسلام، هويته وشخصيته، وسجلت البلاد تقدماً مهماً في المعرفة والتكنولوجيا والعلوم الحديثة وأصبحت (الجمهورية الإسلامية) ضمن عدد من البلدان المتميزة في هذه المجالات.
كذلك رأى أن النموذج الإيراني يمكن تعميمه على العالم الإسلامي بأسره، مؤكداً أن «نيل هذا الموقع رهن بقطع هيمنة الدول الكبرى على الشعوب، على أن يكون لذلك ثمنه، لأن نيل الأهداف الكبرى لا يمكن من دون دفع ثمن».
(إرنا)