«الحشد» يرفض دعماً أميركياً مقترحاً... ويمهّد لاقتحام الفلوجة

  • 0
  • ض
  • ض

بغداد | أجمعت فصائل «الحشد الشعبي» على رفض الخطوة الأميركية المقترحة لدعم أحد فصائل «الحشد»، بعدما نشرت وسائل إعلام أميركية عن نية الكونغرس دعم «المليشيات المسيحية» في العراق، ضمن خطة الإنفاق الدفاعي التي تشمل تسليح المجموعات والأقليات في العراق وسوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها تزامنت مع تغيّر في الخطاب الأميركي تجاه «الحشد الشعبي».

وكانت صحيفة «كاثوليك هيرالد» قد ذكرت، في تقرير لها، أن «قانون الإنفاق الدفاعي الأميركي أشار إلى وجوب دعم المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، حيث من المقرر أن تتم مناقشة القانون مع تقرير للجنة الدفاع، الذي أكد وجوب قيام الولايات المتحدة بدعم الأقليات الفعّالة، مثل الحشد المسيحي في العراق»، في إشارة الى كتائب «بابليون» المنضوية تحت لواء «الحشد».
وتعد كتائب «بابليون» أحد أبرز فصائل «الحشد الشعبي»، بعدما اقترن اسمها إلى جانب بقية الفصائل والحركات المسلّحة المنضوية تحت لواء «الحشد». ويتزعمها ريان الكلداني الذي يشغل منصب عضو هيئة الرأي في «الحشد الشعبي»، وأحد المقربين من نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس.
ويقول المتحدث باسم «بابليون» ظافر لويس، إن عدد مقاتلي حركته يقدر بالمئات، ولديها القوة العددية واللوجستية ما يؤهلها لخوض معارك التحرير، ومسك الأرض. ويؤكد لويس في حديث لـ«الأخبار» أن حركته اشتركت في معظم عمليات التحرير في تكريت وبيجي وسامراء، باستثناء المعارك في الأنبار.
كما يشير إلى أن كتائب «بابليون» تنتظر، حالياً، الأوامر من رئيس الوزراء حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلّحة في العراق، «من أجل الدخول إلى مناطقنا المحتلة من قبل داعش». وبشأن مصادر تمويلهم ودعمهم، يبيّن لويس أن الكتائب تعتمد على التمويل المقدم لها من الحكومة العراقية وهيئة «الحشد الشعبي».
أما عمّا نشرته الصحيفة الأميركية عن وجود قانون «لدعم الحركات المسيحية المقاتلة لداعش»، ومن ضمنها «بابليون»، فقد رفض لويس التعليق على ذلك بسبب الجدل واللغط الذي أثاره الأمر، لكنه هاجم «سياسيي الصدفة الذين أغضبهم ما حققه ريان الكلداني وكتائب بابليون في حرب العراق ضد داعش».


جرى اقتراح دعم
كتائب «بابليون» المنضوية
تحت لواء «الحشد»

وكان الكلداني قد أصدر بياناً، نشره الموقع الرسمي لـ«الحشد الشعبي»، أعلن فيه رفضه للدعم الذي يعتزم الكونغرس تقديمه لحركته، مثمناً «دور ودعم القائد أبو مهدي المهندس، الذي جمع أطياف الشعب العراقي بقوة وطنية عنوانها الحشد الشعبي».
وقال الكلداني إنه لم يذهب إلى الكونغرس ولا أميركا لاستجداء الدعم منهم، مؤكداً أن «الحشد هو من دعمنا في وقت فيه تخلى المجتمع الدولي عنا، في أصعب الظروف». كما أكد أن «الحشد هو من سيحرّر أراضينا بإرادة عراقية وطنية ستتحدث عنها الأجيال على مر السنين».
وفي سياق منفصل، أعلنت «كتائب حزب الله» أنها ستلاحق مواكب وسيارات نواب من «تحالف القوى العراقية»، على خلفية اتهامها لهم باختطاف ألفي شخصاً من أهالي الأنبار. وقال المتحدث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني، في تصريح متلفز، إن «الكتائب أصدرت أوامر إلى سيطراتها في جميع المحاور، التي تتواجد فيها، لملاحقة ومتابعة أرتال اتحاد القوى».
وكشف الحسيني، في الوقت ذاته، عن إبلاغ الأميركيين رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن الخطر سيداهم بغداد، إذا تقدمت القوات الأمنية لتحرير الفلوجة، معتبرا ذلك «دليلاً قاطعاً على رفض الأميركيين تحرير الفلوجة إرضاءً لبعض العشائر التي تحتضن داعش».
وفي هذا الإطار، أشار الحسيني إلى أن «تحرير الفلوجة يعني قطع شوكة داعش، وهذا الأمر لا يعجب الأميركيين»، لافتاً إلى أن «كتائب حزب الله تحاصر هذه المدينة من ثلاثة محاور، وإذا ما حصلت موافقة العبادي على تحريرها، فإن الكتائب ستقتحم المدينة خلال 48 ساعة».
من جانبه، أعلن قائد «الحشد الشعبي» في الكرمة التابعة للفلوجة، العقيد جمعة الجميلي، عن وصول أربعة آلاف مقاتل من «الحشد» إلى محاور مدينة الفلوجة. وقال الجميلي لـ«الأخبار» إن المقاتلين توزعوا على مناطق الهياكل ومقر قيادة الفرقة السابعة في المزرعة، وعلى مشارف قضاء الكرمة شرقي مدينة الفلوجة.
كما أوضح أن القوات التي وصلت مزوّدة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وتمتلك منظومة صواريخ «القاهر» (إيرانية الصنع)، مشيراً إلى أن التحركات والتحشيد لـ«الحشد» والقوات الأمنية الأخيرة هي رسالة قوية للإدارة الأميركية، التي تسعى لتعطيل تحرير الفلوجة.

  • وصل أربعة آلاف مقاتل من «الحشد» إلى محاور مدينة الفلوجة

    وصل أربعة آلاف مقاتل من «الحشد» إلى محاور مدينة الفلوجة (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات