تونس | الغنوشي: نحن الأقدر والأكبر وندعو إلى المصالحة

  • 0
  • ض
  • ض

أمام حضور كبير جمع طيفاً واسعاً من المدعوين، بينهم الرئيس الباجي قائد السبسي، للمشاركة في افتتاح مؤتمر "حركة النهضة" العاشر، توجّه راشد الغنوشي، إلى محازبيه قائلاً: "أنتم اليوم الأقدر والأكبر بين كل الأحزاب"، داعياً إلى "مصالحة وطنية شاملة مع كل الأطراف، وهي ليست صفقة تحت الطاولة، بل هي مصالحة بين الدولة والمواطن ومصالحة بين الماضي والحاضر".

وقال الغنوشي إنّ "التخصص الوظيفي بين السياسي وبقية المجالات المجتمعية، ليس قراراً مُسقطاً أو رضوخاً لإكراهات ظرفية٬ بل تتويج لمسار تاريخي تمايز فيها عملياً السياسي عن المجتمعي والثقافي والدعوي في حركتنا". ورأى أنّ حركته "لم تتوقف عن التطور خلال مسيرتها الطويلة، فهي تطورت من السبعينيات إلى اليوم٬ من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية إلى حركة احتجاجية شاملة في مواجهة نظام شمولي دكتاتوري، إلى حزب ديموقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الإسلام٬ ملتزمة مقتضيات الدستور وروح العصر٬ مكرسين بذلك التمايز الواضح والقاطع بين المسلمين الديموقراطيين وتيارات التشدد والعنف التي تنسب نفسها ظلماً وجوراً إلى الإسلام، والإسلام منها براء".
وأكد الزعيم التاريخي لـ"النهضة" الحرص على "النأي بالدِّين عن المعارك السياسية٬"، داعياً إلى "التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي"، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "الدولة العصرية لا تدار بالإيديولوجيا والشعارات الفضفاضة والمزايدات، بل بالبرامج والحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق الأمن والرفاه".
وبينما جدد الغنوشي "دعم النهضة الكامل لرئيس الجمهوريّة٬ في سياسته التوافقية"، فإنه توجّه إلى "من يراهن على غنيمة سياسية بفعل إظهار العداوة للنهضة"، بالقول: "لا تقسموا بلادنا، أيدينا ممدودة للجميع٬ وسياسة التوافق تتسع للجميع".


السبسي يحضر
افتتاح مؤتمر
النهضة وينوّه بالتطور الذي عرفته

من جهة أخرى، أعلن الرئيس التونسي أنه يتطلع "إلى أن يكون المشروع السياسي للنهضة بعد إقرار المراجعات منسجماً مع السياق الوطني". وأعرب السبسي عن أمله أن تتوصل الحركة من خلال مؤتمرها إلى واقع يفيد بأن "النهضة قد أصبحت حزباً تونسياً مدنياً، وأن الإسلام لا يتناقض مع الديموقراطيّة".
ونوّه الرئيس التونسي "بالتطور الذي عرفته النهضة، وتحولها بفضل الأستاذ راشد الغنوشي إلى حزب مدني يقطع مع شموليّة الأحزاب العقائديّة"، موجهاً التحية إلى الغنوشي "لمساندته، وحزبه، المسار الذي يقوم على نهج التوافق وإشراك كل التونسيين من دون إقصاء". وقال إن "حضوري معكم وبينكم يأتي في إطار تأكيد معاني التوافق الأساسية، ووعياً مني بأن التونسيين قادرون على حسن إدارة الاختلافات في ما بينهم وقادرون على التعايش تحت دستور دولة مدنية لشعب مسلم".
ويأتي الافتتاح الضخم للمؤتمر العاشر "الاستثنائي" للحركة متناسقاً مع كل الضجة الإعلامية التي حصدها خلال الأيام الماضية على الصعيدين المحلي والعربي، خصوصاً لجهة انشغال الجميع بمشروع "النهضة" لإقرار الفصل بين المجال الدعوي والمجال السياسي، وهو ما قرأ فيه بعض المتابعين نجاحاً من قبل "النهضة" لناحية تمكنها من تعديل مسارات الاهتمام العام عن خلافاتها الداخلية باتجاه موضوع أقرّ مسبقاً (فصل المجالين) واستطاعت من خلاله تغيير صورتها في العالم العربي أجمع.
وبشأن مسألة الفصل بين المجالين، فإنها كانت أيضاً محطّ اهتمام في الصحافة الغربية، تحديداً الفرنسية. وبهذا الخصوص، اعتبر الباحث الفرنسي، فرنسوا بورغا، الذي ينظر إليه البعض بصفته قريب من "الإخوان المسلمين"، أنه لعدة أسباب، فإن قرار راشد الغنوشي القاضي بوضع أهداف سياسية حصراً لعمل حركته، من طريق فصل المجالين داخلها، قرار مثير للاهتمام. واستدرك قائلاً، عبر صفحته على "فايسبوك"، إنه بالرغم من ذلك، لن تكون للقرار تداعيات شبيهة بما يرى فيه البعض: "وضع حد لعصر الإسلام السياسي". ورأى بورغا أنّه لن يكون للقرار إلا تأثير بسيط على التنظيمات التي لا تتماهى أصلاً مع "النهضة"، لا بل قد يعمق الهوة بينهما، وهو ما سيكون الحال دون شك في الساحة التونسية حيث نجد أنّ "النهضة" بعيدة جداً عن تعبئة الإمكانات الكاملة للأصوات الإسلامية، وحيث يبقي تطورها مجالاً أكبر لتعبئات أكثر راديكالية.
(الأخبار)

  • الغنوشي: قرار التخصص ليس مُسقطاً (عن موقع النهضة)

    الغنوشي: قرار التخصص ليس مُسقطاً (عن موقع النهضة)

0 تعليق

التعليقات