أعقبت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون فوزها، أول من أمس، في الانتخابات التمهيدية في واشنطن، بلقاء مع منافسها برني ساندرز، كان الخطوة الأولى باتجاه رسم مسار موحّد بين الاثنين في خلال المرحلة المقبلة، بينما تتجه الأنظار إلى الانتخابات العامة التي ستجري في الثامن من تشرين الثاني، أمام المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب.
لم يعلن ساندرز دعمه لكلينتون بانتظار مؤتمر الحزب الديموقراطي
وفي سياق البحث عن أرضية مشتركة بينهما، اجتمع ساندرز وكلينتون، ليل الثلاثاء، في فندق "كابيتول هيلتون"، لاستطلاع آراء بعضهما واستكشاف أي نوع من الحلف يمكن أن يبنياه في معركة الانتخابات العامة من أجل هزيمة ترامب.
وبينما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن اللقاء "بدأ بقليل من العاطفة والثقة يبن الطرفين"، ذكرت أنه انتهى ببيانين صادرين عن حملة كل من كلينتون وساندرز، وذلك بعد الاجتماع الذي دام لساعتين. علاوة على ذلك، لم يكن أي من المرشحين واثقاً من نتيجة الاجتماع قبل الدخول إليه، كذلك كانا متوترين قليلاً، وفق ما ذكره مستشارون للمرشحين. ثم خرجا من الفندق، من أبواب مختلفة، من دون أن يتحدثا إلى المراسلين الذين تجمعوا في الخارج.
وبانتظار ترسيخ الثقة، اختار ساندرز تأجيل إعلان دعمه لكلينتون، بحسب ما نقلت الصحيفة عن عدد من مستشاريه، ذلك أنه "يريد منها أن تتخذ خطوات تكسبها ثقته، قبل مؤتمر الحزب الديموقراطي، حيث يتوقع مناصروه أن يلقي خطاباً، وحيث تأمل كلينتون أن يمنحها دعمه الكامل".
في المقابل، أفاد مساعدون لوزيرة الخارجية السابقة بأنها "لم تتوقع أن يعلن دعمه لها، ليل الثلاثاء"، وذلك فيما وصف بيان صادر عن حملتها، الاجتماع بأنه بمثابة "نقاش إيجابي بشأن حملتيهما الانتخابيتين، وتوحيد الحزب، وأيضاً بشأن الخطر الكبير الذي يمثله دونالد ترامب لأمتنا". وذكر البيان أن المنافسين الديموقراطيين "ناقشا مسائل مثل رفع مستوى الأجور وخفض تكاليف التعليم الجامعي".
من جهتها، أصدرت حملة ساندرز بياناً مشابهاً، مضيفة أن "المرشحين تحدثا عن الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها جذب المزيد من الناس إلى العملية السياسية"، وهو ما يعكسه الدعم القوي الذي حازه ساندرز من فئة الشباب والمستقلين.
ويتعرض ساندرز لضغوط من أجل إنهاء مسعاه للفوز بترشيح الحزب والإسهام في توحيد الصفوف، لكنه تعهّد بمواصلة حملته حتى انعقاد مؤتمر الحزب، الشهر المقبل، ليكتسب قوّة ضغط لتنفيذ برنامجه الانتخابي الهادف للحدّ من عدم المساواة في الدخل وتحجيم دور رأس المال في السياسة وكبح جماح وول ستريت.
وبناءً عليه، تحرك كبار أعضاء الحزب الديموقراطي، الأسبوع الماضي، لدعم كلينتون وحثّ ساندرز على الخروج من السباق، من دون خسارة أنصاره، وذلك بعدما أعلن الرئيس باراك أوباما دعمه لترشيح كلينتون يوم الخميس الماضي، بعد ساعات من لقائه ساندرز.
(الأخبار، رويترز)