انتقد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، سياسة حلف شمال الأطلسي حيال روسيا، وخاصة نشر المزيد من قوات الحلف ووسائله العسكرية قرب حدودها الغربية.«مخطىء من يريد توفير مزيد من الأمن لدول الحلف عبر عروض رمزية للدبابات قرب الحدود في الشرق»، قال شتاينماير في مقابلة تنشرها صحيفة «بيلد» الألمانية يوم أمس. وأضاف رئيس الدبلوماسية الألمانية أن «ما علينا أن نتجنبه اليوم هو مفاقمة الوضع أكثر، والتلويح بالسلاح، مع نداءات تدعو إلى الحرب»، قائلاً إن «حصر النظر (في العلاقة مع روسيا) بالجانب العسكري، والسعي إلى الانتصار عبر سياسة الردع فقط، سيكون مميتاً».
15.4 مليار دولار من الصفقات حصاد روسيا من منتدى سان بطرسبورغ

ورأى شتاينماير أن الاستعداد للتفاوض مع روسيا يجب أن يكون حاضراً، إلى جانب الخطوات العسكرية الاحترازية، وأن على «الأطلسي»أن يبدي استعداداً «لتجديد المناقشات حول فائدة نزع ومراقبة الأسلحة، من أجل الأمن في أوروبا».
ويرى العديد من المراقبين الروس أن ألمانيا لا توافق على سياسة المواجهة التي تتبعها الولايات المتحدة ضد روسيا. ويرى هؤلاء أنه وفقاً للاستراتيجيين الأميركيين، يجب أن تؤدي أوروبا دوراً ما في أي صراع محتمل، لكن ألمانيا، كقوة قارية، ليست مهتمة بهذه المواجهة، لأن إضعاف العلاقات مع روسيا يؤدي إلى إضعاف ألمانيا نفسها، بحسب هؤلاء.
وفي سياقٍ متصل، ورغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، حصدت الأخيرة عقوداً تفوق قيمتها 15 مليار دولار في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، الذي عُقد نهاية الأسبوع الماضي، وفقاً للسكرتير التنفيذي للجنة المنظمة للمنتدى، أنطون كوبياكوف. وفي صفعة لمزاعم واشنطن حول «عزلة روسيا»، أشار الأخير إلى أن ممثلين عما لا يقل عن 1300 شركة حضروا المنتدى، 880 منهم مديرون تنفيذيون، وأن ما لا يقل عن 332 اتفاقية رسمية قد أُبرمت هناك، قيمتها تفوق 15.4 مليار دولار، من دون احتساب الصفقات غير الرسمية، وفقاً لكوبياكوف. كذلك، أشار الأخير إلى أن ما لا يقل عن 30 وزيراً من 21 دولةً حضروا المنتدى (إلى جانب قادة غربيين بارزين، كرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي).
(الأخبار، أ ف ب)