أشهرٌ قضاها الأمن يراقب تحرّكات لخلايا تنظيم «داعش» وهي ترسم لأكبر عملية أمنية في التاريخ الإيراني. بدأت عمليات المراقبة بجهد استخباري من خارج الحدود، وصولاً إلى الجماعات المسلّحة المعارضة وإلى أفراد الخلايا «الداعشية»، التي وصلت إلى العاصمة طهران، بعد تجنيدها وتدريبها، لتستقر بالقرب من «پارک دانشجو» أي «حديقة الطلاب الجامعيين» وسط طهران، على مقربة من عدد من الوزارات ومراكز القرار.وقد قامت الوحدة الاستخبارية الإيرانية، الأكثر شهرة وغموضاً، بهذا المجهود الأمني وهي الوحدة التي تحمل اسم «سربازان گمنام امام زمان» أي «الجنود المجهولون لإمام الزمان»، والتي كانت قد نجحت عبر عملياتها الأمنية الاستباقية أو الاستخبارية في كشف شبكات الاغتيال النووي التي طاولت علماء ذرة إيرانيين، كما كشفت شبكات تجسس إسرائيلية وأميركية وأخرى تابعة لبعض الأنظمة العربية المجاورة.
وفي ما يتعلق بالعملية الأخيرة، فإن الإنجاز يكمن في الملاحقة الأمنية الخفيّة خارج الحدود الإيرانية، إضافة إلى عملية جمع المعلومات من بعض دول الجوار حيث يجري على أراضيها تدريب وتجنيد العناصر الإرهابيين.
الأمن الإيراني أعلن أن الشبكات المكتشفة تعود لتنظيم «داعش»، وهي مكشوفة منذ مدة وتجري ملاحقتها، إلا أنّ بعض التفاصيل الدقيقة توصل إلى عمق الفشل الذي مُنيت به هذه المجموعات الإرهابية، وعدم قدرتها على تنفيذ أي من المخططات المرسومة.
600 ألف يورو رصدها تنظيم «داعش» لتسهيل مهمات عناصره في طهران حيث تلقت هذه الخلايا المبلغ لتنفيذ العمليات التي أوكلت إليها، بعد تحديد 50 هدفا لضربه في العاصمة.
اكتملت تحضيرات المجموعات وباتت جاهزة للتحرك لتنفيذ عملياتها بعد تأمين كمية وصلت إلى مئة كيلوغرام من المتفجرات، حيث جرى تفخيخ سيارة من نوع «بيجو» فضية اللون، وتجهيزها لاستهداف مكان حدّد سابقاً. كما أنه كان من المقرر أن تتسلم الخلايا الإرهابية كمية من مواد تصنيع المتفجرات التي تصل إلى طنّين من المواد المتفجرة، إلا أن عملية التوصيل فشلت بفعل قيام الأمن الإيراني بإطلاق الساعة الصفر لإلقاء القبض على الخلايا العملية، والتي بدأت في 14 حزيران واستمرت لستة أيام متتالية، قامت خلالها الوحدات الأمنية بإلقاء القبض على الخلايا، وفق مبدأ الأقل تاثيراً ونفوذاً وفاعلية.
ويعني ذلك أنها بدأت بالعناصر اللوجستية لأن اختفائها لن يؤثر على سير العمليات، وبالتالي قادت اعترافات هؤلاء إلى مزيد من المعلومات بشأن المخطط بشكل عام، والتعليمات الملقاة على عاتقهم، ثم بدأت عمليات الدهم. من هنا، جرت مفاجأة الخلايا بعمليات الاعتقال، وبقي الأمر طي الكتمان ذلك أن التحقيقات مع الموقوفين كانت تهدف لمعرفة تفاصيل عن المشغلين لهذه الخلايا خارج الحدود، وكيف تصل الأوامر من سوريا والعراق إلى المجموعات، وما هي طبيعة الدعم اللوجستي والتسليحي والمادي، إضافة إلى معلومات عن أماكن التدريب خارج إيران، وأسماء المدربين، وطبيعة التدريب وأساليبه.