مواجهات عنيفة تخيّم على ذكرى الانفصال

  • 0
  • ض
  • ض

تصاعدت حدة المعارك في جوبا، أمس، بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان، سلفا كير، والقوات الموالية لنائبه، رياك مشار، لتشمل أحياءً عدة من العاصمة ومحيط المطار، وذلك بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن أكثر من 272 قتيلاً، ما زاد المخاوف من عودة «الحرب الأهلية» إلى البلاد.

وتحدثت الأمم المتحدة، أمس، عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و«أسلحة هجومية ثقيلة»، راصدة أيضاً مروحية قتالية فوق جوبا، ما دفع سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم أو الهروب إلى خارج المدينة.
وتدور المعارك التي اندلعت منذ يوم الخميس بين جنود تابعين لسلفا كير، وآخرين تابعين لزعيم المتمردين السابق، رياك مشار. وقد بدأت إثر اشتباك بين الطرفين أوقع خمسة قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة، موقعةً «أكثر من 150 قتيلاً»، وفق متحدث باسم رياك مشار. وألقى المتحدث مسؤولية المواجهات الأخيرة على الجنود الحكوميين. وقال إن «مقر إقامة مشار تعرض للهجوم مرتين، بينهما واحدة باستخدام دبابات وطائرات هليكوبتر».
وسمع إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من أنحاء العاصمة، وما لبث أن توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه، فيما قال متحدث حكومي إن الوضع بات تحت السيطرة.
وعلى أثر الاشتباكات، علقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا بسبب «الوضع الأمني المضطرب»، وطالبت كينيا بتحرك عاجل من الزعيمين لنقل القوات بعيداً عن مناطق المدنيين ووضع حد للأزمة. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد نصحت رعاياها بـ«عدم السفر إلى جنوب السودان»، كذلك دعت الموجودين هناك إلى المغادرة. من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية أن «الوضع شهد تدهوراً كبيراً في جوبا»، ودعت رعاياها إلى ملازمة منازلهم. أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد أعرب عن «قلقه» هذا الأسبوع من وضع «يؤكد مرة أخرى تراخي الالتزام الحقيقي للأطراف بعملية السلام».
وأذكى العنف مخاوف من مواجهة جنوب السودان مزيداً من عدم الاستقرار بعدما خرج من «حرب أهلية» دامت لعامين بدأت في كانون الأول 2013 بإقالة الرئيس سلفا كير لمشار من منصب نائب الرئيس. وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين في نيسان إلى جوبا، وأعيد تعيينه نائباً للرئيس وشكل مع كير «حكومة وحدة وطنية». وألقت المواجهات بظلالها القاتمة على ذكرى الانفصال عن السودان، إذ لم ينظم أي احتفال، «بسبب نقص الأموال»، وفق الإعلان الرسمي. وكان يوم الذكرى هادئاً في ظل استمرار التوتر في العاصمة.
وقد أدت المعارك التي دارت عام 2013 إلى مقتل عشرات الآلاف، في صراع تزيد من تعقيداته معارك محلية. وقد نجمت عنها أزمة إنسانية أرغمت نحو ثلاثة ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو خمسة ملايين، أي أكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة إنسانية عاجلة.

(أ ف ب، رويترز)

  • توقف العنف في العاصمة بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه

    توقف العنف في العاصمة بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات