دمٌ كثيرٌ بات يجمع بين مدنيي مدن هذه المنطقة التائهة وسط صخب المعارك اليومية، ومدنيي عواصم ومدن أوروبية، كان آخرها مدينة نيس الفرنسية.كثير من المشاعر الإنسانية تأخذ مكانها الطبيعي، والأخلاقي، في ظل متابعة مشاهد الموت الآتية من «الضفة الأخرى»، فيما موقف التضامن مع ضحايا هذا الإرهاب من المدنيين لا يحدّه الاضطرار إلى تحميل المسؤولية السياسية والتاريخية لحكومات غربية لطالما تلاعبت بخيوط وحش بات عصياً على الترويض، وأخفقت في إنهاء عهود الاستعمار.
ها هم الفرنسيون يشهدون على جريمة جديدة تبدو مغايرة لما سبقها، وها هم يدخلون مرحلة تتصف بالارتباك الظاهر على الحكم، وعلى سلطاته السياسية. تكفي متابعة التصريحات والخطابات السياسية في خلال الساعات الأخيرة للوقوف على ذلك وعلى تداعيات جريمة «محمد لحويج بوهلال، المجهول تماماً لدى أجهزة الاستخبارات»، التي سيكون من بينها لا شك: العودة بزخم أكبر باتجاه صناعة «عدو داخلي»، وباتجاه الارتماء أكثر في حروب خارجية وفي الصراع على هذه المنطقة، في مشهد يعكس الخوف الذي يبدو أنه يتمكّن شيئاً فشيئاً من جمهورية وحكامها