بموازاة «صمت» و«برودة» بيونغ يانغ، بعد نجاح تجربة قنبلتها الجديدة، الهيدروجينية، وإعلانها الانضمام إلى مصافي «الدول النووية المتطورة»، ثار المحيط «الديمقراطي» للدولة الآسيوية، وخلق موجة «معتادة» من التنديد والقلق، في ظل استياء وتشكيك دوليين بصحة الادعاءات الكوريّة.
استنكار التجربة الكورية الشمالية، ظهر جليّاً عند جارتها الجنوبية. إلا أن الأخيرة فشلت، هذه المرة، في استباق «الحملات الدعائية بمكبرات الصوت». وأعلنت وكالة أنباء «يونهاب»، الكورية الجنوبية، أمس، أن «كوريا الشمالية بدأت حملة دعائية بمكبرات الصوت الموجهة إلى الشطر الجنوبي عبر حدودهما المشتركة»، في استباق في ما يبدو لـ«حملة دعائية مماثلة من الجانب الجنوبي».
أما سيول، فردّت على حملة جارتها بالمثل. وأعادت كوريا الجنوبية تشغيل مكبرات الصوت على حدودها الشمالية، وبثّث مكبرات الصوت «برنامجاً يخلط بين موسيقى البوب والنشرات الجوية والأخبار، أو انتقادات لنظام كوريا الشمالية».
وتزامن، أمس، بلوغ رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الثانية والثلاثين من عمره، فيما بثّت مكبرات صوت الجارة الجنوبية رسائل تنتقد نظام بيونغ يانغ، وتشيد بمزايا الديموقراطية.
ودعت وزارة الخارجية الصينية، جارتها «الشيوعية»، كوريا الشمالية، أمس، إلى «التزام تعهداتها بنزع السلاح النووي وتفادي اتخاذ خطوات تزيد الوضع سوءاً». أما الولايات المتحدة، فوجدت في التجربة النووية الكورية، فرصةً جديدة لانتقاد بيونغ يانغ، ومحاولة للضغط عليها.
ورأى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن «الصين تبنت مقاربة خاصة وأرادت تطبيقها وقد وافقنا عليها»، مؤكداً أن «إدارة بلاده تفاجأت، كما باقي دول العالم، بتجربة كوريا الشمالية النووية، الرابعة منذ 2006».
وكثّف كيري، عقب التجربة، اتصالاته الهاتفية مع نظرائه الصيني والياباني والكوري الجنوبي، وشدّد على «أن المقاربة الصينية لم تنجح، ولا يمكننا أن نستمر وكأن شيئاً لم يكن»، مشيراً إلى أن «للصين نفوذاً لا يملكه أي طرف آخر».
في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي بارز، أمس، إن «البحرية الأميركية تشعر بقلق متزايد بشأن التوترات في شبه الجزيرة الكورية»، بعد التجربة النووية. وأبلغ نائب الأميرال، جوزيف أوكوين، قائد الأسطول السابع الأميركي، الصحفيين على متن حاملة الطائرة الأميركية، رونالد ريغان، جنوبي العاصمة اليابانية طوكيو: «لقد وقع انفجار هائل، وذلك ينبغي أن يجعل كل الدول قلقة».
وأضاف أن «الأسطول السابع يقف على استعداد لتقديم دعم للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية، إذا كان ذلك ضرورياً»، في وقتٍ عبرت فيه الحكومة الأميركية، وخبراء آخرون، عن شكوكهم بشأن ما إذا كانت القنبلة التي اختبرتها بيونغ يانغ هي «قنبلة هيدروجينية مثلما تزعم».
إلى ذلك، وجّه وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، رسالة مماثلة خلال زيارته حاملة الطائرات الأميركية، ريغان، قائلاً: «الكلمات وحدها لا تكفي، يجب أن نثبت أننا مستعدون للتحرك لضمان فعالية العقوبات ضد كوريا الشمالية».
(رويترز، أ ف ب)