جدد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أمس، إعلانه «حالة الحرب» مع تنظيم «داعش»، بعد عملية حجز رهائن في كنيسة في مدينة روان، انتهت بمقتل رجل دين يبلغ من العمر 86 عاماً.ولم تمنع حالة الطورائ الممددة من إقدام رجلين على احتجاز خمسة رهائن في الكنيسة، قام أحدهما بقطع عنق الكاهن، جاك هامل، وجرح شخص آخر، قبل أن تتمكن الشرطة من قتلهما. ولم تعلن الجهات الرسمية هويتهما، لكن تبين أن أحدهما كان معروفاً لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، إذ حاول المرور إلى سوريا عبر تركيا عام 2015، وسجن لعام واحد قبل إطلاق سراحه في آذار، ومن المفترض أنه موضوع تحت المراقبة.
وقبيل وصوله إلى مكان الاعتداء، أكد هولاند وإلى جانبه وزير الداخلية، برنار كازنوف، أن المهاجمين ينتميان إلى «داعش»، ثم تبنى التنظيم في بيان الهجوم، قائلاً إن المنفذين هما «من جنود الدولة الإسلامية»، مكرراً عبارة أن الهجوم يأتي في سياق استهداف دول «التحالف الدولي».
وتوجه الرئيس الاشتراكي إلى مواطنيه، قائلاً إن «عليهم أن يعلموا أنهم تحت الخطر، وإننا لسنا البلد الوحيد الواقع تحت هذا التهديد... نحن أمام اختبار، لأن التهديد مرتفع جداً وسيبقى كذلك. نحن بمواجهة مجموعة أعلنت الحرب علينا وسنخوض هذه الحرب»، مؤكداً أن «فرنسا كلها مستهدفة». وعبّر رئيس الحكومة، مانويل فالس، عن «الرعب بوجه هذا الاعتداء البربري». وأعقب كلام فالس تصريح للمتحدث باسم الحكومة، ستيفان لو فول، أكد فيه «أن الوحدة الوطنية هي الرد الوحيد على اعتداءات كهذا». يشار إلى أن مسؤولين فرنسيين كانوا يتخوفون من خطة لمهاجمة أماكن دينية منذ سنة، ولا سيما بعد إحباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في إحدى ضواحي باريس في نيسان 2015.
ورغم مشاعر الحزن، لم تمتنع المعارضة اليمينية من توجيه الانتقادات إلى الحكومة. وكانت أبرز المواقف على لسان نيكولا ساركوزي الذي دعا الحكومة إلى وضع مقترحات حزب «الجمهوريين» قيد الدرس «من دون تأخير». بدوره، طالب الجمهوري، إريك سيوتي، بطرد «الغرباء المصنفين خطرين لدى أجهزة الدولة مباشرة، ووقف تدفق المهاجرين». وفي جانب اليمين المتطرف، رأت رئيسة حزب «الجبهة الوطنية»، مارين لوبان، أن «المسؤولية على من يحكموننا منذ 30 عاماً هائلة، من المزعج رؤيتهم يثرثرون». وتعرضت رئيسة «الحزب الديموقراطي المسيحي»، كريستين بوتان، لانتقادات بعد دعوتها إلى الصلاة «لشهدائنا الأوائل في القرن الواحد والعشرين».
دولياً، أدان البيت الأبيض «بأشد العبارات» الاعتداء، وعرض المساعدة في التحقيق بهذا الهجوم. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس، في بيان، إن «فرنسا والولايات المتحدة لديهما التزام مشترك لحماية الحرية الدينية لكل الأديان، والعنف الذي وقع اليوم لن يزعزع هذا الالتزام».

(الأخبار)